(فالناصريةُ)[1] فخرُها الأرحامُ لفّوا الشهيدَ بقلبِ أمٍّ أبيضٍ والدمع يغتسلون فيه كرامُ هاتوا التراب وقبّلوه فإنّهُ طهرٌ يُقدّسُ .. للشهيد مَقامُ والقبرُ تاجُ الأرضِ .. عرشٌ يستوي جسدُ الشهيد عليه حيث يُقامُ * * * هذا محمد نال منكِ شهادةً يا سوريا لا نامتِ الحكّامُ هذا محمد قال مع رفقائه بدمائنا حنّتْ ثراها الشامُ هذا محمد وهو يهتف (سوريا حريةٌ حريةٌ وسلامُ) ما كان يحملُ من سلاحٍ أسودٍ أو أبيضٍ بل أعزلٌ مقدامُ قتلوهُ كيما يقتلون شموسَنا ليظل في قلب الرجال ظلامُ إن الحياة مواقفٌ ومحمدٌ قد رام عزاً والكثير نيامُ موتى وهم أحياء عيش بهائمٍ ويرددون كما يقولُ إمامُ: (يدعو إلى ثلم السيوف كأنها مرفوعةٌ والأبريا أزلامُ يستعمل القرآن في تربيطنا وكأن دين المسلمينَ لجامُ) أنا لستُ دينيا ولا متطرفا لكن أرى أن تُكسرَ الأصنامُ لا تستحق الشامُ غيرَ كرامة مهما يعيثُ بشعبها الإجرامُ وغدا يقالُ قصيدتي مندسّةٌ ولسوف يَقتلُ صدقها الإعلامُ يفتي النظامُ بسيفه ورقيبِه والموتُ فوق لساننا هجّامُ وأولاء أفتوا أن شعري كافرٌ والشعرُ غيرُ المدح فهو حرامُ وجهان فانظر عملةً مثقوبة كي يستوي الخلفيُّ والقُدّامُ * * * تتوقعون من ابن آوى إلفةً ؟ وبذيله تتفاقمُ الأوخامُ تتوقعون من الذئابِ أمانةً ؟ ونيوبها غدّارةٌ وزؤامُ أو أن ثعباناً ستقلعُ ضرسها من نفسها عن توبةٍ وتنامُ ؟ * * * يا قاتلي البرَآءَ من أطفالنا من ذا سيرحمكم إذا ما قاموا عينَ الشهيدِ تفتّحي برصاصهم نوراً ليرحلَ عن بلادي ظلامُ حيّوا الشهيد وما يموتُ لأجله إن الشهادة للحياة قيامُ شهداؤنا نبراسنا وشموخنا فدماؤهم صُبغتْ بها الأعلامُ ***
[1] – الناصرية قريتنا من ريف دمشق التي قدمت الشهيد محمد حكم خضرة ———————