الكويت: صدر عن مركز البابطين لتحقيق المخطوطات الشعرية التابع لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، ضمن سلسلة "من تراثنا الشعري" التي يشرف عليها الدكتور محمد مصطفى أبوشوارب\ظ كتاب "شعر ابن مناذر" جمع وتحقيق د.محمد غريب، ويقع الكتاب في 344 صفحة، وجاء صدوره نظراً للمكانة التي احتلها الشاعر محمد بن مناذر في العصر العباسي الأول. وحسبما كتب احمد فضل شبلول بموقع مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري ان هذا الشاعر لم يحظ بالمكانة التي كان يستحقها، وأرجع د.غريب السبب في ذلك لعدة عوامل والتي ياتي في مقدمتها ضياع ديوان ابن مناذر، مما أثر على اهتمام الباحثين بأخباره وأشعاره. وقام د.محمد غريب في كتابه هذا بجمع وتحقيق شعر بن مناذر، مشيراً إلى أن للشاعر ثلاث كُنى، وهي: أبو ذريح، وأبو عبدالله، وأبو جعفر، وكان ابن مناذر ينادى بها في بعض الروايات، وأنه عاصر الخيل بن أحمد الفراهيدي وخلف الأحمر وأبا عبيدة، وأبا نواس، وأبا العتاهية، والحسين بن الضحاك، ما يدل على أن الشاعر ولد على أقل تقدير سنة 110 ه، أو سنة 117 ه على أكثر تقدير. وقال عنه غريب كذلك أن لابن مناذر مكانة عظيمة بين شعراء عصره، وهي لا شك مكانة عظيمة حيث يسأل عنه هارون الرشيد ويطلبه، بينما شاعر كأبي نواس يناديه فيقول له: "يا كبيرَنا". وعندما يلتقي مع أبي العتاهية ويجتمع الناس إليهما يقولون: "هذان شيخا الشعراء" وهكذا، وفي كتابه جمع د.غريب شعر ابن مناذر من مظان مختلفة، ثم قسمه إلى ثلاثة أقسام: الأول: للصحيح من شعره، والثاني: لما نُسب إليه وإلى غيره، والثالث: لما نسب إليه وإلى غيره وثبت بالأدلة أنه ليس من شعره. من شعره نقرأ: يا طالبَ الأشعارِ والنَّحْوِ/ هذا زمانٌ فاسدُ الحَشْوِ/ نهارُهُ أوحشُ من ليلهِ/ ونَشْوُهُ من أخبثِ النَّشْو/ِ فَدَعْ طِلابَ النحوِ لا تبغِهِ / ولا تقُلْ شعرًا ولا تَرْوِ/ فما يجوزُ اليومَ إلا امرؤٌ / مُسْتحكمُ العزْفِ أو الشَّدْوِ/ أو طِرْمذانٌ قولُهُ كاذبٌ / لا يفعلُ الخيرَ ولا يَنْوِي