أثار قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" إدخال مادة تؤرخ ما يسمي المحرقة اليهودية "الهولوكست" في المناهج الدراسية الفلسطينية حالة من السخط في الشارع الفلسطيني، في الوقت الذي قرر فيه الكيان الصهيوني حظر استخدام كلمة "النكبة" في الكتب الدراسية. وكشفت اللجان الشعبية في قطاع غزة وفق فضائية "الجزيرة" القطرية أن الأونروا قررت تقديم شرح للمحرقة المزعومة والتي أدعي اليهود أنهم تعرضوا لها إبان الحكم النازي في مقرر مادة حقوق الإنسان في الصف الثامن. وأضافت اللجان الشعبية أن الأنوروا تناولت الموضوع بشكل يؤكد حدوث المحرقة ويثير التعاطف تجاه اليهود، مؤكدة في رسالة وجهتها إلى جون كينج مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة علي رفضها القاطع لبعض السياسات والقرارات التي صدرت عن الوكالة في القطاع ومارستها في الآونة الأخيرة. وشددت اللجان الشعبية علي رفضها أن يتم تدريس لأبنائنا هذه الكذبة التي اختلقها الصهاينة، وروجت لها وضخمتها آلتهم الإعلامية المسيطرة على الإعلام الغربي، وتابعت أنها إن أرادت تناول انتهاك حقوق الإنسان فالنكبة الفلسطينية والجرائم الصهيونية التي طالت مؤسسات الأنوروا أَوْلى بالتدريس. ومن جانبه نفي عدنان أبو حسنة الناطق باسم الأونروا ما تردد حول تضمن برامج الوكالة الحالية "برامج حقوق الإنسان" أي مادة عن "الهولوكست". وتعالت صيحات الغضب الفلسطينية مع توارد تلك الأنباء، حيث وصف يونس الأسطل القيادي بحركة حماس قرار الأونروا بخصوص الهولوكست بأنه يدخل ضمن الجرائم الكبرى، مضيفا أنه لا يبالغ إن قال أن هذا الأمر في منزلة جرائم الحرب. وفي الوقت الذي تسعي فيه الأنوروا لتدريس الهولوكست للفلسطينين، قرر وزير التربية والتعليم الإسرائيلي جدعون ساعر منع استخدام كلمة "النكبة" في مناهج التعليم على أن يتم استخدام كلمة "مأساة". وأوضح ساعر خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية أنه بالإمكان القول أن عرب إسرائيل مروا بمأساة خلال حرب 1948 لكن لن يكون هناك استخدام لكلمة "نكبة"، التي يشبه معناها معنى كلمة "محرقة". ويأتي طرح ساعر ضمن برنامج يتضمن فرض النشيد الوطني الإسرائيلي على طلاب المدارس الفلسطينيين في إسرائيل لإنشاده كل صباح ورصد منح مالية للمدارس التي ينخرط طلابها بعد تخرجهم في الخدمة العسكرية. وأكدت المنظمات الفلسطينية أنه في حال أخرجت هذه المخططات إلى حيّز التنفيذ سيكون الجواب بالعصيان، وقررت إعداد وثيقة حول سياسة وظواهر عسكرة "صهينة" التعليم في إسرائيل ورفعها إلى المؤسسات الدولية والسفراء الأجانب. يذكر أن "هولوكوست" مصطلح تم استخدامه لوصف الحملات الحكومية المنظمة من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض من حلفاءها لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية لليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية. وال "هولوكوست" كلمة مشتقة من اليونانية تعني "الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون" في القرن التاسع عشر تم استعمال الكلمة لوصف الكوارث أو المآسي العظيمة. الكلمة لم تلق انتشارا واسعا حتى الخمسينيات ومع السبعينيات أصبحت كلمة هولوكوست تستعمل حصريا لوصف حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود بالتحديد على يد السلطات الألمانية أثناء هيمنة الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر.