تحول حفل توقيع المجموعة القصصية "دولارات بطعم الشيكولاتة " للكاتب والإعلامي عبد الله يسري الذي استضافته دار العين، إلى دفاع عن الجيش المصري وممارساته، حيث انتقد الحضور ارتباط الجيش المصري في أذهان الشباب ب"سحل البنات"، والدماء التي أريقت في محمد محمود وماسبيرو وغيرهما من الأحداث، حتى أصبح البعض ينادي بإسقاطه، وأكد حضور الصالون الذي كان معظمهم من لواءات الجيش الذين اشتركوا في حروب مصر عام 1967، وحرب الاستنزاف وحرب 1973 أن الجيش له بطولات مشرفة يجب أن يسلط عليها الضوء ليعرفها الشباب، فالجيش المصري هو أشرف ما فينا. جاء ذلك بسبب مضمون القصة العمدة في المجموعة القصصية والتي عنونها الكاتب بال"الأسير" والتي تدور في إطار مخابراتي شيق، ترتبط كثير من المشاهد بفكرة التجسس، حيث مزج الكاتب في القصة بين الواقعية وأضاف إليها شئ من الخيال وتحكي عن لحظات الأسر للضباط المصريين في نكسة 1967 كما يقول الكاتب، الذي دافع عن الجيش المصري الذي وصفه بأنه يؤدي دوراً وطنياً لن ينساه التاريخ، رغم وجود آراء مضللة لكن الزمن كما يشير الكاتب عبدالله يسري قادر بكشف الحيقة، والتاريخ سيذكر ما خفي علينا الآن، لافتاً إلى أن مشروعه هو أدب الجاسوسية، رغم أن الكتابة تتجاذبه في مناطق أخرى.
ناقش الكتاب الناقد الدكتور شريف الجيار وأشار إلى أن قصة "الأسير" يظهر بها النموذج المصرى فى الأسر، في مقابل النموذج الفلسطينى حين يصبح عميلا وخائنا لوطنه، وكأننا حيال صراع عربى اسرائيلى، تحكي القصة عن الرائد أحمد الذي تعرض للأسر عام 1967 والقصة تقارن بين الوضع في إسرائيل حينها، والوضع في مصر الذي كانت تشهد أزمة قيادة أدت بنا إلى الهزيمة، حتى تصل بنا القصة إلى لحظة الانتصار عام 1973، ليصل الأسير المصري إلى قناعة بأن إسرائيل مجرد فقاعة، فالقصة تؤمن بانتصار الشخصية المصرية مهما كانت الصعوبات، فالأسير يقول في النهاية أننا في مصر أعطينا إسرائيل حجم اكبر مما تستحق وتصورنا أنها لن تهزم، رغم أن جيشها أقل بكثير مما تخيلنا.
المجموعة في المقابل تحدثت عن نموذج الخائن أيضاً، وتكشف كيف يتلاعب "الموساد" الإسرائيلي بالعقلية العربية التي تمثلها المجموعة في نماذج من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستغلاً حاجة الفلسطيني إلى المال.
علّق الجيار على عنوان المجموعة قائلاً أنه يحمل اللؤم المريكي، وكأن المؤلف يصدر لنا منذ البداية أن أمريكا تهيمن على العالم، وتغلف ذلك للشرق بطعم الشوكولاتة اللذيذ، الذي يستسيغه الشرق لكنه يحمل بطياته القتل.
المجموعة كما عرض الناقد تتألف من سبع قصص، يدين الإعلامي عبدالله يسري في إحداها التي تحمل عنوان "ورقة التوت" الشخصيات المتحولة في الإعلام المصري التي يطالعها المشاهد كل يوم، المر الذي دفع بعض الحضور من الإعلاميين إلى الدفاع عن الإعلام المصري ووصفه بأنه "مغلوب على أمره"، فماذا كان عليه أن يفعل وميدان التحرير يطرد كاميراته وإعلامييه من الميدان!.