فى أولى تجاربها السينمائية، أكدت الكاتبة الصحفية والأديبة ماجدة إبراهيم، أن أحداث الفتنة الطائفية تزايدت بعد أحداث ثورة 25 يناير، بهدف إفساد الثورة التى كنا ننتظرها منذ سنوات طويلة من الفساد، ومن هنا جاءتها فكرة عملها الأدبى الجديد "رسالة الى مريم". جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت أمس بقاعة الكلمة بساقية الصاوى بعنوان "طعم الحرية برؤية سينمائية"، والتى عرضت خلالها مجموعتها القصصية الجديدة "طعم الحرية"، وأدارها كبير المذيعين بالتلفزيون المصرى الإعلامى خيرى حسن. وأشارت إلى أنها قررت تأليف عملها الأدبى "طعم الحرية"، وهو مجموعة قصصية تتناول 7 قصص قصيرة لكى تتناول أحداث الثورة، وقررت تحويل قصة "رسالة إلى مريم" إلى فيلم سينمائى قصير يتناول أحداث الفتنة الطائفية بعد الثورة. وأوضحت أن فيلم "رسالة إلى مريم" يحكى قصة حب بين فتاة مسيحية تدعى مريم وشاب مسلم إلا إنهما يواجهان صعوبات تحول بينهما وبين الزواج، مضيفة أن الفيلم يعد تجربة جديدة من نوعها، فهو يضم تقنية جديدة وهى "الكتاب المسموع والمرئى"، التى تنقل القارئ إلى عالم الخيال وتؤثر على مشاعره وتجعله أكثر اندماجاً مع الأحداث، خاصة أننا أصبحنا نعيش فى عصر الإنترنت والفيس بوك. وشددت على أنها قررت أن تكون نهاية القصة المكتوبة مختلفة عن نهاية الفيلم، ففى القصة كانت النهاية هى انتحار الفتاة بعد فشلها فى الزواج بمن تحب، أما فى الفيلم فقد حكمت النهاية الدرامية باستشهاد الفتاة فى أحداث ثورة 25 يناير. ومن جانبها أشارت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى إلى أن النظام السابق هو الذى رسخ فى أذهاننا الفتنة الطائفية ومفهوم عنصرى الأمة، مضيفة أن هذا النظام البائد كان كنزاً استراتيجياً بالنسبة لإسرائيل، لأنه كان يفتت مصر ويفرق بين مواطنيها على أساس الدين. وأوضحت أن فيلم "رسالة إلى مريم" يمثل قصة حياتها، حيث إنها كانت مسيحية وتحولت إلى الإسلام بعد فترة من زواجها بعلى الشوباشى، وأنها أخفت نبأ اعتناقها الإسلام فترة من الوقت. وأضافت أن لفظ عنصرى الأمة يعمق الفجوة بين المسلمين والأقباط، كما أنه جريمة قائمة على دعاوى خبيثة وغبية. وقال الدكتور مدحت الجيار، الناقد الأدبى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة الزقازيق، إن ماجدة إبراهيم استطاعت أن تجسد إحدى أهم المشاكل السياسية فى مصر فى الوقت الحاضر، وهى مشكلة الفتنة الطائفية، بشكل بسيط وسلس وبعيد عن التعقيد، كما أن المعالجة العامة لقصة "رسالة إلى مريم" يمكن أن تخرج بأشكال متنوعة حسب رغبة مؤلف القصة، مضيفاً أن المؤلفة اختارت نهاية مختلفة فى السينما عن نهاية القصة المكتوبة، لكى تأخذ بعقول المشاهدين. وأوضح أن القصة تتناول قصة حب عادية تتكرر كل يوم بين مسلم ومسيحية أو بين مسيحى ومسلمة، وقد تنتهى بالزواج أو بالفراق، مشيراً إلى أن الفيلم اختار ربط النهاية بثورة 25 يناير، لكى يقلل من الفجوة بين المسلمين والأقباط. فيما لاقى فيلم "رسالة إلى مريم" استحسان كثير من النقاد والجمهور، الأمر الذى دفعهم إلى مطالبة ماجدة إبراهيم بضرورة البدء فى كتابة أعمال أدبية أخرى تجسد الواقع المصرى، وتمس المشاكل الاجتماعية فى طياتها الحقيقية من أجل تقديم رسالة حقيقية للفن المصرى فى الفترة القادمة. وعرض خلال الندوة أيضاً قصتا: "رسالة طفل" و"من يكون أبى"، من ضمن المجموعة القصصية الجديدة "طعم الحرية"، وهما عبارة عن كتابين مسموعين، وتحكى القصة الأولى عن رسالة يبعثها عمر علاء محمد حسنى مبارك، حفيد الرئيس السابق إلى جده بعد أحداث ثورة 25 يناير، أما القصة الثانية فتتناول رسالة تتخيلها المؤلفة تبعثها ابنة ضابط شرطة إلى والدها بعد الثورة.