القدس المحتلة: كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية الاحد ان الحكومة الاسرائيلية تدرس اتخاذ حزمة من اجراءات بناء الثقة بهدف تشجيع السلطة الفلسطينية على خوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل . وقالت الصحيفة ان احدى الخطوات التي يدرسها المنتدى الوزاري السباعي برئاسة بنيامين نتنياهو التجاوب مع مطالب أمريكية وفلسطينية بشأن وقف نشاطات جيش الاحتلال في بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغربية. وازالة المزيد من الحواجز والسماح بفتح ستة مراكز جديدة للشرطة الفلسطينية في المناطق المصنفة "بي"، واحالة اراض الى الفلسطينيين لغرض شق طريق يوصل رام الله بمدينة "روابي" المزمع اقامتها الى الشمال منها . ولفتت الصحيفة الى ان حزمة الاجراءات هذه تحظى بدعم وزير الحرب إيهود براك والوزير دان مريدور كما أنها تلقى دعما جزئيا من الوزير موشيه يعالون ، بينما يعارض وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان تقديم المزيد من بوادر حسن النية للفلسطينيين ما لم تبدأ المفاوضات المباشرة . ومن جانب اخر، أفادت مصادر دبلوماسية غربية ان المبعوث الامريكي جورج ميتشل اوقف المفاوضات غير المباشرة التي يجريها بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني وبدأ يتحاور معهما في شروط الانتقال الى المفاوضات المباشرة . ويشكل بناء الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين العامل الرئيسي لتعثر المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بوساطة من الولاياتالمتحدة. واعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما عن امله باستئناف المفاوضات المباشرة قبل 26 ايلول/سبتمبر موعد انتهاء مدة التجميد الجزئي للبناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة ان تجميد الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية لم يحقق حتى الان هدفه دفع الفلسطينيين الى بدء محادثات سلام مباشرة. في سياق متصل ، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت على ان الاستيطان "غير شرعي", مطالبا اسرائيل بان تزيل كل المستوطنات عند وصولها الى مرحلة الحل النهائي مع السلطة الفلسطينية. وقال عباس في كلمة القاها في احتفال اقامته وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في رام الله بالضفة الغربية في ذكرى الاسراء والمعراج ان "الاستيطان ممنوع وغير مقبول ، وهذا الاستيطان يجحف بمفاوضات المرحلة النهائية, يجحف بقيام كيان شرعي في الأرض الفلسطينية المحتلة لذلك نحن نرفضه". واضاف "لقد اعطينا الجهود الامريكية والدولية الرامية الى استئناف مفاوضات السلام بيننا وبين الاسرائيليين, الفرصة تلو الأخرى, ووافقنا على الذهاب الى مفاوضات التقريب غير المباشرة من اجل ان نصل الى وضع ملائم لاستئناف المفاوضات المباشرة". وتابع عباس "قلنا اننا على استعداد لذلك اذا وجدنا تجاوبا من الحكومة الاسرائيلية, وبالذات في قضيتي الحدود والأمن, حدود الدولة الفلسطينية التي نريدها, وترتيبات الأمن التي ستلي اقامة واعلان هذه الدولة, ولا زلنا نأمل في تحقيق نجاح يمكننا من الانطلاق في مفاوضات جادة تقود الى تحقيق السلام القائم على حل الدولتين, قبل ان تضيع الفرصة على الجميع". وتساءل "اذا لم يحصل اي تقدم فما هي الفائدة من المفاوضات, ستكون عبثا لا فائدة منها ولا طائل منها, ولذلك ابلغنا كل الأطراف الدولية اننا نريد هذا (التقدم), فهذه افكارنا وهذه آراؤنا وننتظر الجانب الاسرائيلي ان نسمع منه رأيا وان نسمع منه موقفا". وبدات المفاوضات غير المباشرة في مطلع ايار/مايو بين الاسرائيليين والفلسطينيين عن طريق الوسيط الامريكي جورج ميتشل, لكنها لم تحقق حتى الان اي نتائج ملموسة. وجاءت هذه المحادثات بعدما اوقف الفلسطينيون المفاوضات المباشرة في كانون الاول/ديسمبر 2008 اثر الهجوم الاسرائيلي الواسع على قطاع غزة.