ناقش المشاركون في مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث في اليوم الثاني من جلساتهم الأعمال الأدبية السعودية المترجمة، وعلاقة الأدب بالوطن وتغلب الإحساس العالي بالانتماء الوطني، والارتباط بهموم وقضايا الشأن المحلي المتسعة، والشعر السعودي في رؤى النقاد العرب، إضافة إلى ملامح المكان الخارجي في الرواية النسائية السعودية وغيرها. ووفقا لصحيفة "الوطن" السعودية ذكر صالح الزهراني في ورقته عن "الأدب السعودي المترجم إلى الإسبانية" أن جملة المعلومات حول الأدب السعودي المترجم للغة الإسبانية نزر قليل، قد يؤسس لقاعدة معلومات لكن لا تقوم عليه دراسة دقيقة، ولا غرابة في ذلك إذا ما استحضرنا ظروف الحراك الثقافي في منطقة الخليج عموما، ناهيك عن بعد الشقة بين الطرفين إلى عهد جد قريب – على حد تعبيره. وفي الورقة الثانية تناول الدكتور سحمي الهاجري موضوع "الأدب والوطن: العلاقة الجوهرية"، أكد خلالها أن دور الأدب في الدولة الجديدة لم يكن مجرد نزوع رومانسي عند الأدباء والمثقفين، بل ارتكز على عوامل موضوعية، تمثلت في سلامة القرار، ووضوح الاستجابة، مما ساعد على تطور الأدب، ووضوح رسالته، وثنائية "الرقابة/ الحماية"، وقال إن الاهتمام الشديد بقضايا الوطن، غالبا ما يُغيب مسألة التركيز على القيم الفنية والجمالية، بمعنى أن الإحساس العالي بالانتماء الوطني، والارتباط بهموم وقضايا الشأن المحلي المتسعة، مضافا إليها تغييب العناية بالفلسفة والفنون عموما، للنظر إليها بازدراء في الخطاب الاجتماعي السائد، كل ذلك ترك تأثيره البالغ في الجوانب الفنية والجمالية في الأدب السعودي، إذ تتقدم الأسئلة الثقافية والفكرية، في المجمل، على الأسئلة الفنية والجمالية، وهذا الجانب حري ببحث مستقل، لأن الغربة والمعارضة الحادة، قد تؤديان إلى تجليات إبداعية متميزة، ولكن تُخلف ذواتاً تعاني على مستوى الإحساس بقيمة الانتماء الوطني، فيبدو أحيانا وكأن الأمرين متعارضان. أما الورقة الثالثة فكانت عن "الشعر السعودي في رؤى النقاد العرب: عبدالملك مرتاض أنموذجاً" لوضحاء الزعير، التي ذكرت أنه "برغم وجود بعض الملحوظات حول نقده للأدب السعودي، والاختلاف معه حول تبني بعض الآراء النقدية فيه، إلا أنه لا يثني عن القول بأن الناقد ساهم في التعريف بالأدب السعودي عبر مقالاته التي سعى فيها أن يُبرز فنية الأدب". وطرحت آخر أوراق هذه الجلسة "ملامح المكان الخارجي في الرواية النسائية السعودية ودلالاته"، للدكتور معجب العدواني إشكالية المكان بوصفه رائداً ثم قائداً في الكتابة الروائية السعودية، كما تناول حال الرواية السعودية خارج الحدود والمكان الخارجي المغلق، والمكان الخارجي المفتوح، والمكان الخارجي السلبي. وفي مستهل الجلسة الثانية عشرة تناول الدكتور عبدالله الوشمي "السجال النقدي في الأدب السعودي" وموقف المتلقي منه، فيما ربط الدكتور جريدي المنصوري في بحثه "صوت المرأة السردي" إشكالية الكتابة النسائية بالمحددات السوسيولوجية لهوية المرأة العربية والتي من أهمها الهوية الجنسية والهوية داخل اللغة والمكان، في حين تناول الشاعر محمد الصفراني في ورقته "مفهوم الحداثة في نقد الشعر السعودي".