في سابقة هي الأولى من نوعها منذ قيام ثورات الربيع العربي ، أصدر الرئيس الأمريكي بارك أوباما أمرا تنفيذيا بتفويض السلطات باتخاذ عقوبات ضد أي شخص او جهة تهدد سلام وامن واستقرار اليمن من خلال اعاقة عملية الانتقال السياسي للسلطة ، غير أن مراقبين سياسيين يرون أن ذلك إعلانا صريحا وواضحا بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتحكم بالشأن السياسي في الشرق الأوسط . وبحسب الأمر الذي أصدره الرئيس الأمريكي حصلت شبكة الإعلام العربية " محيط " على نسخة منه والذي يحمل عنونا "التحفظ على ممتلكات أفراد يهددون السلم والأمن والاستقرار في اليمن" فإن ذلك يزود وزارة المالية الأمريكية بصلاحية جديدة تتيح لها، بالتشاور مع وزيرة الخارجية الأمريكي، استهداف الأفراد والكيانات التي تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن، بمن في ذلك أولئك الذين يعيقون تنفيذ الاتفاقية المبرمة في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 التي تدعو إلى انتقال سلمي للسلطة بما يلبي المطالب والطموحات المشروعة لأبناء الشعب اليمني إلا أن الوثيقة لم تحدد شخصيات بعينها مكتفيا بالإشارة المجازية فقط.
وقالت أن لدى وزارة المالية الأمريكية أسماء مستهدفين سيتم إدراجهم في قائمة خاصة بهم ؛ من خلاله سوف تجمد أية ممتلكات لهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وسيمنع الأفراد الأميريكون والكيانات من الدخول في تعاملاتهم معهم .
وقال البيان: يظل تركيز الولاياتالمتحدة يتمحور على العمل مع شركائها في اليمن والمنطقة والمجتمع الدولي دعما للانتقال السلمي في اليمن.
ومن أجل تحقيق النجاح على المدى البعيد، فإنه يتعين على الحكومة اليمنية أن تكون حرة في تنفيذ الاتفاقية السياسية المبرمة في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 التي تدعو إلى إجراء إصلاحات دستورية وعسكرية.
ومن الأهمية بمكان أن تلعب جميع الفعاليات اليمنية، بمن فيهم رموز من نظام الحكم السابق، دورا بناء في العملية السياسية.
وستواصل الولاياتالمتحدة مراقبة الوضع في اليمن فيما تقف وزارة المالية على أهبة الاستعداد لممارسة الصلاحية التي يوفرها لها الأمر التنفيذي بمحاسبة أولئك الأفراد الذي يشكلون عقبة في وجه الانتقال في اليمن.
البيت الأبيض وفي هذا السياق أعلن ديفيد كوهين وكيل وزارة المالية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: "أن هذا الأمر يمنح وزارة المالية سلطات وصلاحيات هامة لاستهداف أولئك الذي يهددون السلم والأمن والاستقرار في اليمن من خلال تعطيل الانتقال السياسي".
وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب اليمني وهو يتخذ خطوات لتحقيق مستقبل أكثر أمنا ورخاء وتمثيلا".
وقال بيان صحفي صادر من البيت الابيض "ان هذا الامر يسمح للولايات المتحدة باتخاذ اي اجراء ضد الذين يسعون الى اعاقة انتقال السلطة في اليمن والرغبة الواضحة للشعب اليمني في التغيير".
واضاف البيان ان الرئيس أوباما اتخذ هذا الاجراء لانه يعتقد انه لا يمكن التعامل مع التطلعات المشروعة للشعب اليمني بالإضافة الى الوضع الانساني الحرج والتحديات الأمنية اذا توقف تقدم العملية السياسية.
وأكد البيان ان انتقال السلطة في اليمن يمثل خطوة مهمة الى الامام بالنسبة للشعب اليمني.
كما جدد البيان التأكيد على استمرار دعم واشنطن للعملية الانتقالية والعمل مع شركائها الدوليين بما فيهم مجلس التعاون الخليجي في مساعدة الشعب اليمني في رسم طريق امن وديمقراطي ومزدهر. ويأتي امر الرئيس الأمريكي في وقت لا زال ضباط موالون للرئيس السابق على عبدالله صالح يتمردون على قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وكان هادي أصدر في السادس من ابريل/نيسان الماضي قرارات باقالة 20 ضابطاً و4 محافظين من الموالين للرئيس السابق.
وتمرد الاخ غير الشقيق للرئيس السابق وابن شقيقه على قرارات هادي لبضعة أسابيع ثم سلموا مواقع عملهم للقادة المعينين من قبل الرئيس هادي.