جاءت المنافسة الشديدة التي تشهدها سوق الكتاب الإلكترونية بين كبرى الشركات الأمريكية المتخصصة لصالح دور النشر التقليدية، التي قيل عنها إنها تحتضر وقد تكون في طريقها إلى الزوال بسبب التكنولوجيا الجديدة. فالمعركة الحالية بين "آبل"، و"أمازون"، التي كانت في أساسها منافسة بين أجهزة إلكترونية جديدة طرحت مؤخرا في السوق، إلا أنها انعكست بعلاقاتهما، ببيوت النشر أدارتها دار نشر "ماكميلان" العريقة لصالحها، فمن خلال هذا التناحر التكنولوجي، تمكنت هذا الأسبوع من رفع وفرض أسعارها لأهم عناوين كتبها الرقمية على "أمازون" بعد أن وقعت اتفاقا، مع "آبل" اشتركت فيه شركات نشر أخرى تقوم ببيع كتبها الإلكترونية . وكانت شركة "أمازون" قد سبقت "أبل" في تقديم قارئ الكتاب الإلكتروني من خلال جهاز "كندل" لكن "آبل" وفق صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ردت بنفس القوة بجهاز "آي باد" الذي أطلقته الأسبوع الماضي، ومع هذا الاتفاق مع "آبل" فقد أبعدت "ماكميلان" أسعار كتبها الإلكترونية من خانة "الكتب المخفضة" التي حددتها "أمازون" سابقا بمبلغ 9.99 دولار من أجل خلق أكبر سوق للكتاب الإلكتروني من خلال جهاز "كندل" وانتقدتها عليه دور نشر كثيرة. توقيع الاتفاق بين "آبل" و"ماكميلان" أثار حفيظة "أمازون" وكرد فعل على ما حدث قامت بإيقاف بيع كتب "ماكميلان" على موقعها، بما في ذلك الكتب الأكثر رواجا مثل رواية "وولف هول" لهيلاري مانتل التي حازت جائزة بوكر للأدب الإنجليزي العام الماضي، احتجاجا على مطالبة دار النشر بعدم بيع كتبها مخفضة إلى هذا الحد، وبرفع الأسعار، لموازاة الأسعار التي اقترحتها "آبل"، الخطوة التي قامت بها "أمازون" أي إيقاف بيع كتب "ماكميلان" على موقها، أغضبت كثيرا من العاملين في صناعة النشر. ووفق " الشرق الأوسط " علق بعض المراقبين قائلين إن المنافسة قد تبدو قضية محلية بين شركتين أميركيتين، إلا أنها قد تأخذ أبعادا أكبر من ذلك بكثير، ولهذا فإن دور النشر تراقب الخلاف بحذر لترى أين سيتجه في المستقبل. "ما يحدث في الولاياتالمتحدة له تداعياته العالمية" قال أحد المحررين العاملين في إحدى دور النشر البريطانية لصحيفة "الجارديان". ويعتقد البعض أن "أمازون" تحضر نفسها لمعركة قانونية مع دور النشر..