قبل ان تصبح سياسية وزعيمة حزب "العمل" في إسرائيل، قضت شيلي يحيموفيتش، رئيسة المعارضة حديثة العهد، سنوات عديدة في مجال الصحافة والاعلام. وربما هذا ما يفسر تولعها بوسائل الاعلام ووسائل الاتصال الاجتماعية على وجه التحديد. إذ تملك شيلي موقعا شخصيا على الشبكة العنكبوتية، وصفحة فيس بوك تدوّن بها تعليقاتها على الاحداث الجارية في إسرائيل والعالم، وتقف عبر الصفحة عند محطات مهمة في مسيرتها السياسة. وتتواصل كذلك شيلي مع المعجبين بصفحتها بدون انقطاع وعندها حتى هذه الساعة 23.574 "معجب" بالصفحة،ويقول المقربون منها ان من اشهر مدمنات الفيس بوك في ما يعرف بأسرائيل .
دعونا نتعرف على مواقف رئيسة المعارضة الجديدة شيلي يحيموفيتش، وشخصيتها المثيرة، عبر تعليقاتها على فيس بوك والمواد التي تنشرها...ونبدأ من التطور الاحدث في مسيرتها السياسية.
زعيمة المعارضة بين ليلة وضحاها
كتبت شيلي يوم الخميس 10.05.2012 على صفحة فيس بوك الخاصة بها: " مرحبا يا اصدقائي، لقد تم تعييني زعيمة المعارضة. تمنوا لي النجاح". هكذا تفتح شيلي يحيموفيتش صفحة جديدة في مسيرتها السياسية، إذ تحولت خلال ساعات من مرشحة لرئاسة الحكومة في إسرائيل الى مرشحة لرئاسة المعارضة ضد تحالف نتنياهو- موفاز.
ولا تنكر شيلي إحباطها من هذا التطور السياسي المفاجئ، أي ائتلاف موفاز ونتنياهو، وانها فضّلت الذهاب الى معركة انتخابية في غضون أشهر بعد ان دار الحديث في إسرائيل حول تبكير الانتخابات، وخصوصا ان استطلاعات رأي اشارت الى صعود قوة حزب "العمل".
ولكنها مثل كثيرين في إسرائيل تفاجأت من التحالف الخاطف ووجدت نفسها في موقع صعب للغاية، موقع المعارضة امام حكومة صلبة، ذات اغلبية واسعة، تحتوي على 94 نائبا من اصل 120 نائبا في الكنيست الإسرائيلي. وكتبت شيلي فور علمها خبر التحالف يوم الاثنين على صفحة فيس بوك معلنة استيائها:
"هذه شيلي، من الكنيست. في هذه الساعة يتم عقد تحالف بين جبانين. بين نتنياهو وموفاز. إنه التقلب السياسي الاسخف في تاريخ السياسة الإسرائيلية. لن ينسى احد هذه الصفقة، التي ستضر للأسف ثقة الجمهور بالسياسيين. في الموازاة لدفن حزب "كاديما" نهائيا، سنحت فرصة ذهبية لنقود المعارضة، وسنقوم بذلك بحماس وثقة".
ورغم ان المعارضة في عهد حكومة نتنياهو الموسعة، وما يسمى في إسرائيل حكومة وحدة وطنية، باتت معارضة صغيرة وضيقة، 26 نائبا من اصل 120، إلا انها نوعية ومتمرنة. وما يدعم هذه الفرضية هو خلفية شيلي، أي مشوارها الطويل في مجال الصحافة والاعلام، وقدرتها على وضع القضايا الملحة على جدول الاعمال في إسرائيل وتحريك الشارع عند اللزوم. ثانيا، الفريق السياسي حول شيلي يحتوي على سياسيين متمرنين امثال: يتسحاق هرتسوغ، آفيشاي برافيرمان، وعمير بيرتس، وغيرهم.
وتوضح شيلي في صفحتها ان محور نضالها هو اجتماعي وتقول في مقابلة على صفحة فيس بوك:
"انا موجودة هنا لكي نعيش في مجتمع عادل اكثر. من اجل ان تتوزع الموارد بنهج عادل. وحتى لا تتآكل الطبقة الوسطى في إسرائيل، وحتى لا تتلاشى اموال التقاعد لأصحابها الذين تعبوا من اجلها سنوات طويلة..."
ومما يستحق الذكر ان شيلي قامت بمهمة "المعارضة" قبل كونها زعيمة المعارضة رسميا. وتفيد تعليقاتها على فيس بوك على انها تخالف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اقتصاديا، وتندد بنهج نتنياهو الاقتصادي الرأس مالي، وتكتب بدون انقطاع عن المهمشين والمتضررين من سياسة الرأسمالية والاحتكار الاقتصادي والخصخصة.
إذن تنتظر شيلي معركة صعبة في الكنسيت امام ائتلاف حكومي واسع، ولكن الامر لا يتوقف عند هذا الحد، فرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يملك صفحة فيس بوك ايضا، ولا يوفر جهدا ليتواصل مع الشباب في إسرائيل وينافسها على جذب المعجبين إلى صفحته.
زعيمة حزب "العمل"
تعْرض صفحة فيس بوك الخاصة بشيلي 162 صورة تحت عنوان "ليلة النصر". القصد من العنوان هو فوز شيلي يحيموفيتش برئاسة حزب "العمل"، في 22.07.2011، بعد منافسة شديدة ضد النائب في الكنيست وزعيم الحزب السابق عمير بيرتس.
وكتبت شيلي في 02.10.2011 على صفحتها بعد زيارة رئيس الدولة شمعون بيريس في مقره انه هنأها بالفوز وقال: "لقد صنعت تاريخا. انت نوارة التجديد. ادعو جميع الشباب الطامحين الى التغيير ان يدخلوا السياسية واختيارك (أي شيلي) يمثل هذا الخط".
ولا تتسم صفحة شيلي بالجدية او بالسياسة فقط، بل هنالك كثير من الصور العائلية والشخصية، مثل وضع صورة التقطت عام 1972 مع عائلتها، في شاطئ البحر في مدينة "هرتسليا" وصور لكعك حضرته شيلي بمناسبة عيد ميلادها. وهنالك مقاطع فيديو مضحكة، لو ان بعض المقاطع تهزأ من سياستها. ويدل هذا على ان اسلوب شيلي السياسي شامل، ولا ينحصر في فئة عمرية معينة، انها تتحدث مع المسن والشاب. ولكنها بلا شك اجتماعية، أي تحصر نضالها في الوقوف الى جانب المظلوم، والضعيف، والمحتاج.
وتُطلع شيلي زائري صفحتها والمتابعين لأخبارها عن مقابلات اجرتها وتجريها، وزيارات قامت بها، ويرى زائر صفحتها انها تكرس الساعات لتزور المدارس والجامعات والمراكز الجماهرية لتلقن الحاضرين سياستها ونهجها. وغالبا ما تتحدث في هذه المحاضرات عن نهجها "الاجتماعي- ديموقراطي"، وتتحدث مع الاجيال الصاعدة عن اهمية العمل السياسي والتأثير على المجتمع من خلال العمل السياسي.
وتشدد شيلي على اهمية النزاهة في السياسة والعمل من اجل الصالح العام بدل المصالح الشخصية، وكذلك بث روح التطوع لدى المواطن بدل عدم الاكتراث.
تعليقات لافتة للأنظار
كتبت شيلي في 18.04.2012 تعليقا، مهنأة رئيس هيئة الاركان العامة بيني غانتس وتقول: "إطاحة الضابط شالوم ايزنر، الذي ضرب متظاهرا ببندقية على وجهه، قرار جدير بالتقدير. انه عنف مثير للأعصاب، فقدان تام للسيطرة، ورسالة تربوية غير اخلاقية للضباط والجنود الاسرائيليين".
وكتبت في 11.10.2011: "إذا كانت الاخبار حول إطلاق سراح غلعاد شاليط صحيحة، لن تكون هنالك معارضة او ائتلاف، حزب العمل يدعم رئيس الحكومة في هذه الخطوة. غلعاد لا يُقدر بثمن...". ويذكر ان ابا غلعاد، السيد نوعم شاليط انضم الى قائمة شيلي ويدعم افكارها ومواقفها.
كتبت شيلي في 08.03.2011: "مكانة العاملين في المجتمع ومكانة النساء- نضالان تاريخيان جديران على توزيع المال والسيطرة- ومرتبطان ببعضهما". وجاء هذا التعليق بمناسبة يوم المرأة العالمي. ويذكر ان شيلي تشجع النساء في إسرائيل على خوض الصناعة والسياسة والاموال وغيرها من المجالات.
كتبت شيلي في 30.12.2011: "لم اشارككم الحقيقة انني كنت شاهدة في محكمة كتساف (رئيس الدولة سابقا في إسرائيل، والذي سجن بعد ادانته بارتكاب جرائم جنسية) من طرف النيابة العامة، ووقفت الى جانب الشاكية. انه يوم مهم لسلطة القانون، والمساواة امام القانون. وأُثبت في ذلك ان السلطة القضائية لا تميّز بين متهم عادي، ومتهم مرموق".
كتبت شيلي في 02.04.2012: "اعترف اني لا افهم في كرة القدم... وحسب الرسائل القصيرة التي وصلتني من اصدقائي، من كريات شومنه وغيرها، اصبح الامر واضحا ان هذه الليلة تاريخية... بطولة كريات شمونه رمزية وهي انتصار الضعيف اقتصاديا على اصحاب الاموال الوفيرة". ورغم انها لا تفهم في كرة القدم، الى ان شيلي تدرك ان الاطراف والضواحي في إسرائيل تستحق المزيد