حصل امس شاؤول موفاز على غالبية اصوات اعضاء حزب كاديما (61%) في الانتخابات على زعامة الحزب" الاسرائيلي"، وحقق بذلك انتصارا ساحقا على زعيمة الحزب ورئيسة المعارضة الحالية تسيبي ليفني (37%). واعتبر معلقون في فلسطينالمحتلة " إسرائيل "موفاز، والذي ولد في إيران، بديلا سياسيا لرئاسة الحكومة. واضاف آخرون ان مهمة موفاز الحالية هي تسويق شخصيته ورؤيته الاجتماعية والسياسية، والعمل على تغيير النظرة إزاءه، انه جنرال منغلق للقضايا الاجتماعية، وروح الحرب هي التي تقوده. إذ برهن موفاز خلال مسيرته السياسية انه رجل ذو رؤية سياسية شاملة، مُعتدل، ومنفتح للقضايا الاجتماعية. ورغم ماضيه الأمني المرموق، حيث شغل منصب رئيس اركان الجيش الإسرائيلي ال16، وكان وزير الدفاع في حكومة اريئيل شارون (مؤسس حزب كاديما)، رفع موفاز الشعار الاجتماعي واهتم بالقضايا السياسية. وبان بعد ظهور نتائج الانتخابات ان موفاز حصل على غالبية اصوات الاقلية العربية في فلسطينالمحتلة ، ما يشير الى اهتمام موفاز بقضايا تخص المساواة والعدالة في إسرائيل. وعلى الصعيد السياسي، اقترح موفاز عام 2009 خطة سياسية لتسوية النزاع مع الجانب الفلسطيني، وقام بتعديلها عام 2011. وطرح موفاز خطة مرحلية ، تعترف بموجبها اسرائيل بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، وبالمقابل يعترف الجانب الفلسطيني بكتل الاستيطان الدائمة، وبعدها يتقدم الطرفان نحو حل دائم. وهنّأت تسيبي لفني زميلها للحزب موفاز، متمنية له التوفيق. وقالت ليفني امس، بعد ظهور النتائج النهائية: "اشكر كل من وضع في صناديق الاقتراع ورقة تسيبي ليفني". ولما سئلت عن مستقبلها السياسي، قالت متأثرة: "لا انوي الاجابة على هذه الاسئلة. الاشهر الاخيرة كانت طويلة، واليوم كان طويلا، انا ذاهبة لأرتاح وأنام". وتنبأ محللون في ما يعرف ب إسرائيل ان تسيبي لفني قد وصلت الى نهاية مسيرتها السياسية، وانها سوف تعلن اعتزال الحياة السياسية قريبا. وعزى محللون في إسرائيل فشل تسيبي في الانتخابات الى أداء المعارضة بقيادتها، وضعفها امام الائتلاف الحكومي برئاسة بنيامين نتنياهو. وكذلك الى خوض حملة انتخابية غير مقنعة، إذ لم تستطع ليفني إقناع الناخبين الخروج من بيوتهم لدعمها. وتوجه موفاز، فور فوزه، في خطاب النصر قائلا: "تسيبي، مكانك معنا". واضاف: "بعد هذه الليلة هنالك كاديما واحدة وموحدة... بغضّ النظر عن الانقسامات السياسية، سنكون شركاء حقيقيين في مجهود كاديما". ويسعى موفاز في الوقت الحالي الى توحيد صفوف الحزب، واستقطاب مؤيدي معسكر ليفني، وجذب الناخبين من اليسار واليمين السياسي في اسرائيل. واتصل صباح اليوم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بموفاز مهنّئا الاخير على فوزه. ونسّق الشخصان ان يجتمعا قريبا في اطار اللقاءات المقررة بين رئيس الحكومة ورئيس المعارضة. وفي سياق متصل، اعلن نتنياهو يوم الاحد، 25 من مارس (آذار)، في مستهل الجلسة الحكومية انه خلافا للشائعات حول تقديم الانتخابات العامة، ليس لديه النية على القيام بذلك. وشدد نتنياهو على هذه الرسالة قائلا: "لن نجري انتخابات، لا في سبتمبر ولا في اكتوبر". وتمنى عضو حزب الليكود، اوفير اكونيس، التوفيق لشاؤول موفاز، والنجاح في بقاء الاخير في المعارضة لسنوات طويلة، معتبرا موفاز لا يشكل خطرا على مكانة بنيامين نتنياهو وهيمنة حزب الليكود. وعلّق كرمل شامة، ايضا من حزب الليكود، على فوز موفاز قائلا ان كاديما تهدد قوة اليسار السياسي في إسرائيل وليس اليمين. وكتبت زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفتش على صفحة "الفيس بوك" الخاصة بها : "موفاز شخص جدير بالاحترام. قدم الكثير في سبيل دولته. وارجو الا تتنحى تسيبي جانبا، فلها مكانتها الخاصة في السياسة الاسرائيلية". واعتبرت زهافا غلئون، رئيسة حزب ميرتس، موفاز اقرب الى اليمين السياسي في إسرائيل، مرجحة ان ينضم الى صفوف الائتلاف تحت مظلة نتنياهو.