كتبت : رشا عبدالوهاب: بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من الانتظار, جاءت اللحظة الحاسمة التي انتظرها شاؤول موفاز صاحب المسيرة العسكرية الطويلة أو من يلقب بالجنرال البارد بالتربع علي مقعد رئاسة حزب كاديما أكبر أحزاب المعارضة في إسرائيل وانتزاعه بقوة وبسهولة من تحت أقدام منافسته الوحيدة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة. انتصار موفاز اعتبره البعض زلزالا سياسيا في حزب كاديما وانقلابا قد يغير توازنات القوي علي الساحة الحزبية والسياسية الإسرائيلية. ويبدو أن الأيام دول, فبعد هزيمته أمام ليفني عام8002, استطاع موفاز حشد الأصوات حوله في2102 ليتغلب علي غريمته بفارق24% من الأصوات. وبالرغم من سخرية حزب الليكود الحاكم من فوز رئيس الأركان الإسرائيلي السابق بأشلاء حزب فقد ثقة الجمهور, إلا أن موفاز تعهد بأن يكون رئيس وزراء إسرائيل القادم, وأن معركته المقبلة ستكون مع بنيامين نيتانياهو رئيس الحكومة وزعيم الليكود. كما أنه اعتبر أن نتائج الانتخابات دليل علي أن كاديما يقدم بديلا فكريا وسياسيا لحكومة نيتانياهو التي وصف أداءها بالفاشل. موفاز يدين بفوزه إلي تأييد ساحق من عرب84 بسبب تأييده لمحادثات السلام المتوقفة حاليا مع الفلسطينيين وإظهاره استعدادا للتوصل إلي حل وسط. ويعتقد المحللون أنه من غير المرجح أن يتمكن موفاز من إنزال هزيمة نكراء بنيتانياهو في الانتخابات العامة القادمة المتوقع إجراؤها بحلول العام القادم, إلا أن المؤهلات الأمنية للزعيم الجديد لكاديما خاصة تدرجه في المناصب العسكرية وتقلده منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وحقيبة الدفاع خلال الانتفاضة الفلسطينية ربما تعزز فرص الحزب في الانتخابات. كما يعتقد البعض أن موفاز لم يعد مشكلة ليفني بل مشكلة نيتانياهو, ولكن من المبكر توقع حجم التهديد الذي يمثله وأنه من الخطورة بمكان أيضا التقليل من حجم زعيم المعارضة الجديد الذي يضع عينه الآن علي كرسي نيتانياهو. فوز موفاز جاء لعدة أسباب أهمها, وعوده باستعادة كاديما لمساره الطبيعي كمنافس سياسي قوي قادر علي تشكيل الحكومة المقبلة, خاصة مع الآمال التي يوليه بعض أعضاء الحزب بأن يتمكن موفاز من إعادة الحيوية إلي حزبهم الحاكم السابق الذي أسسه رئيس الوزراء الأسبق آرييل شارون عندما ترك حزب الليكود اليميني بعد الانسحاب من قطاع غزة في5002. كما أنه غازل اليسار الإسرائيلي حيث لعب علي أوتار التحول الاجتماعي الذي تعيشه إسرائيل منذ سبتمبر الماضي وتعهد بالعمل من أجل ارساء نظام اجتماعي جديد يدافع عن الفقراء.