أكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة السابق عاموس يدلين ان الوضع فى مصر اقل هدوءا مما كان عليه عندما وقعت اسرائيل على اتفاق السلام عام 1979 وزعم ان التقارير الاسرائيلية التى تحدثت عن صواريخ متطورة موجهة الى مدينة ايلات الجنوبية ليست صحيحة بل هى قذائف بدائية لا تصيب المدينة. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن عاموس يدلين ، خلال محاضرة ألقاها في مدينة بئر السبع أمس الاحد قوله إنّ الدولة العبرية تُطالب بأنّ تكون محمية بنسبة 100' ولكنّ هذا الأمر مستحيلاً، مشيرًا إلى أنّ الحدود الشماليّة مع لبنان هادئة منذ ست سنوات، وهذا بحدّ ذاته الأمر الجّيد، ممّا كان عليه قبل ذلك.
وتابع قائلاً إنّ دولة الاحتلال محاطة بمئات الملايين الذين لا يريدون أنْ تبقى على الخريطة، وبالتالي فإنّها ستبقى عرضة للتهديدات والصواريخ والقاذفات، وبالتالي أعتقد، أضاف يدلين، وهو رئيس مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، إنّه يتحتّم أنّ نضع الأمور في حجمها الطبيعيّ.
وزاد قائلاً: في الفترة القادمة ستُطلق تصريحات معادية للدولة العبريّة من القاهرة، والتي لن تحبها إسرائيل، ولكن من هنا وحتى القول إننّا سنذهب إلى مواجهة عسكريّة مع مصر فالطريق ما زالت بعيدة، ذلك لأنّه بحسب يدلين، لا توجد لمصر أيّ مصلحة في خوض حرب مع إسرائيل، على حد تعبيره.
هذا وقد تطرق يدلين تطرق في سياق محاضرته إلى الحرب التي تجري على الإنترنت، وقال إنّ هناك الملايين الذين يُحاولون المس بالدولة العبريّة، ولكنّ صعوبة تنفيذ الأعمال التخريبيّة ضدّ تل أبيب، شدد يدلين، يدعني أنء أمنح الحرب الالكترونية (السيفير) علامة جيّدة، وزاد أنّ تحدي الانتقال من حرب السيفير إلى الحرب العمليّة على أرض الواقع هو تحدٍ كبير للغاية، ومحاولات من أسماهم بالإرهابيين لإخراج هذه الخطوة إلى حيّز التنفيذ تتزايد بشكل كبير للغاية من يوم إلى أخر، ولفت إلى أنّ الخوف الحقيقيّ لدى صنّاع القرار في تل أبيب، هو أنْ يتمكن من أسماهم بالإرهابيين اقتحام الحواسيب التابعة لشركة الطيران الإسرائيليّة (إلعال) بهدف تشويش مسارها لكي تصطدم بطائرة أخرى، وبالتالي يتحتّم على جميع الجهات ذات الصلة تطوير منظومات الدفاع عن حواسيب الطائرات لمنع هذه الأعمال الكارثيّة، على حد وصفه.
بالإضافة إلى ذلك، تطرق يدلين إلى المسألة الإيرانيّة وقال إنّ الخيار العسكريّ يجب أنْ يبقى الملاذ الأخير، وأعرب عن تقديراته بأنّ إيران لن تهاجم إسرائيل بسلاح ذري حتى لو امتلكت قنبلة ذرية.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فقد قال يدلين إنّ حصول طهران على القدرات الذرية سيغير بشكل حاد التوازن الاستراتيجي في المنطقة. وتابع إيران هي مشكلة المجتمع الدولي كله، ويجب ألا تتحمل إسرائيل المسؤولية عن مشكلة يواجه آخرون صعوبات في التعامل معها.
وفي هذا السياق، قال يدلين إنّ صناعة القنبلة النووية متعلق فقط بالقرار الإيراني وحسب إدعاؤه الطريقة العسكرية يجب أن تطرح على الطاولة، ورأى يدلين بأن العقوبات لو أنها فرضت قبل سنوات كان لا يمكن الحديث عن هجوم، لافتًا إلى إنّ إيران باتت تملك كافة العناصر المطلوبة لامتلاك القنبلة النوويّة، وتابع قائلاً إنّ الجدول الزمني الخاص بامتلاك إيران القدرات النووية أصبح مرهوناً بقرار إيراني محض لا بجدول زمني، مضيفاً أن التقديرات الاستخباراتية الأمريكية من عام 2007 حول عدم وجود برنامج عسكري نووي إيراني حالت في حينه دون فرض عقوبات أشد على طهران والتي كان من المحتمل أن تحقق نتائج أفضل حالياً بالإضافة إلى ذلك، نوّه يدلين إلى أهمية تشديد العقوبات على إيران، قائلاًً لو أن ذلك حدث قبل حوالي ثلاث أعوام لكانت نتائجه ملموسة على أرض الواقع ولما كنا في حاجة أن نقوم بعمليات عسكرية ضد إيران.
كما قال إنّ ما سيحصل في سورية هو تغيير إستراتيجي لصالح إسرائيل، وزاد: لسنوات طويلة نصح أفراد في المؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل بإقامة سلام مع سورية حتى ولو كان الثمن باهظا وهو هضبة الجولان. وكان مبررهم لهذه الدعوة: إخراج سورية من المحور الراديكالي السوري الإيراني.
هذا الأمر من الممكن أن يحصل اليوم من دون أن ندفع الثمن. ومن الممكن بالطبع أيضا أن نتكلم عن ضرورة السلام مع سوريا من دون أي ارتباط بما يحصل، لكنْ هناك مسار إيجابي، وتكهن يدلين بأنّ الاقتصاد السوري لن يتمكن من الصمود معللا: السياحة توقفت، والاستثمارات لم تعد موجودة. هناك ضغط شعبي كبير. هذا واقع غير مستقر والأمر الوحيد الذي يمكن أن يعزز الوضع هو شيكات إيرانية ضخمة تتراوح بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، والتي في حال حصولها سيصمد الأسد مدة من الوقت، ولكن سورية لن تعود إلى سابق عهدها حتى لو استطاع الأسد الصمود، بحسب تعبيره.
وأوضح أنّ الربيع العربيّ أثار قلقًا عارمًا في إسرائيل، ونحن جاهزون للتعامل مع كل المخاطر إلى جانب الفرص. إذا قلت بأن رياح التغيير ستواصل مسارها غربا وستصل إلى إيران، احتمالنا في الواقع يمكن أن يكون بأن لا نختار بين كلا الخيارين: قنبلة إيرانية أو منع القنبلة الإيرانية. وشحذ يدلين كلامه بالقول إنه إذا ما وصلت الثورة إلى طهران وسقط نظام أحمدي نجاد، فهذا سيجنبنا هذه المعضلة الصعبة.
بالإضافة إلى ذلك، توقّع يدلين وقوع حرب ثالثة مع لبنان في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة وسورية على وجه الخصوص، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ التطورات الأخيرة التي تشهدها مصر وما اسماها المخاطر الأمنية من جهة سيناء، تحتم على إسرائيل الاستعدادات العسكرية، كما توّقع أنْ تشهد المنطقة خلال فترة قريبة استعدادات عسكريّة غير مسبوقة، على حد تعبيره.