انطلقت في دبي صباح اليوم الأربعاء أعمال الاجتماع السنوي الخامس عشر للمكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط،والذي تستضيفه دبي للمرة الأولى، بالتعاون مع منظمة الجمارك العالمية، ويهدف إلى تسهيل وتسريع تبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة الجرائم الجمركية. وفي كلمته الافتتاحية للاجتماع، الذي يعقد على مدى يومين في إحدى فنادق دبى فيستيفال سيتي، أكد أحمد بطي أحمد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، مدير عام جمارك دبي،أن جمارك دبي تحرص على تسريع تبادل المعلومات وتمريرها إلى المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط، بما يضمن تحليلها، والاستفادة منها في عمليات المكافحة ومتابعة الجرائم الجمركية، محلياً وإقليمياً ودولياً.
وأشاد بالعلاقات الإستراتيجية التي تربط الدائرة بشركائها في العمل الجمركي، حيث تعتبر جمارك دبي هذا التعاون جزءاً من إستراتيجيتها في تعزيز الخبرات، والتماشي مع الالتزامات الدولية المتبعة.
وأكد بن بطى على أهمية هذه الاجتماع السنوي، ومشاركة الدوائر الجمركية المحلية، في الجهود الدولية الرامية إلى محاربة التجارة غير المشروعة، والحد من تهريب المواد الممنوعة والمقلّدة، عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية".
مشيراً إلى أن المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات في الشرق الأوسط، والتابع لمنظمة الجمارك العالمية، لعب دوراً كبيراً في تسهيل تبادل المعلومات حول الضبطيات المخالفة للأنظمة والقوانين الجمركية، وفي مقدمتها ضبطيات المخدرات، والأدوية المقلّدة، وغسيل الأموال، والغش التجاري، مما ساعد في إحباط عدد هائل من هذه الضبطيات في منافذ الدولة والمنطقة، وأسهم في حماية أفراد المجتمع من مخاطر هذه المواد، وحماية الاقتصاد الوطني والإقليمي من شبكات التهريب المنظمة، وعصابات الجريمة العالمية.
وأعرب خالد بن عبد العزيز العرج، مدير المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، عن شكره لجمارك دبي على استضافتها لهذا الحدث وحسن الاعداد له، مؤكدا أن المعلومات تعد اليوم مصدراً مهماً للعمل الجمركي، نظراً لزيادة حجم التجارة العالمية وزيادة في الواردات والصادرات والإرساليات العابرة ولكون منطقة الشرق الأوسط تشهد نمواً كبيراً ومتزايداً.كما أنها منطقة مستهدفة لكثير من عمليات التهريب .
وأضاف أن الاعتماد على البيانات والمعلومات في تسهيل التجارة وزيادة المراقبة النوعية وتحسين الأداء واضح من خلال إنشاء الإدارات الجمركية المتخصصة للاستفادة منها في العملية الجمركية، ومن تلك الإدارات المكتب الإقليمي وكذلك مكاتب الاتصال المحلية بالدول الأعضاء التي تقوم بتبادل المعلومات لكافة المخالفات الجمركية لتهريب المخدرات والغش التجاري وكذلك طرق ووسائل التهريب ووسائط النقل، والتي أدت الى نتائج إيجابية خلال الفترة السابقة لاسيما المعلومات التي تسبق الضبط من خلال تزويدنا بإخباريات عن عمليات تهريب أو إرساليات مخالفة قبل وصولها إلى بلد المقصد، وقد كان لتلك الإخباريات نتائج إيجابية عديدة.
وقال مدير المكتب الاقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الاوسط (ريلو) أن الأعوام القليلة السابقة كانت بداية فعلية لعمل المكتب الإقليمي ومكاتب الاتصال المحلية بالدول الأعضاء للشرق الأوسط، وذلك من خلال تبادل المعلومات واستخدام نظام شبكة المكافحة الجمركية " CEN " والمشاركة في العمليات والمشاريع المشتركة التي تقوم بها المكاتب الإقليمية أو سكرتارية منظمة الجمارك العالمية.
كذلك المشاركة في الاجتماعات وورش العمل المحلية والدولية والإقليمية، مشيرا إلى أن التقارير الصادرة عن منظمة الجمارك العالمية شاهد على هذا التغير حيث أشارت إلى انجازات المكتب الإقليمي بالشرق الأوسط من خلال احتلاله مراكز متقدمة على مستوى المكاتب الإقليمية.
وكذلك جمارك الدول الأعضاء التي جاءت ضمن أكبر عشر جمارك على مستوى العالم من حيث استخدام نظام شبكة المكافحة الجمركية وعدد الضبطيات المدخلة والكميات المضبوطة لعام 2010، ومن خلال المعلومات الأولية لعام 2011م فإن هناك مؤشرات لاستمرار تلك الانجازات في التقارير التي ستصدر لعام 2011.
من جانبها أشادت أنيسكابيلاتكو، ممثلة منظمة الجمارك العالمية، في الكلمة التي ألقتها، بدور المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات في الشرق الأوسط "الريلو" في مكافحة المخالفات والانتهاكات الجمركية بأنواعها، وقالت: "ننظر لمكتب ريلو الشرق الأوسط بعين الاحترام للجهود الكبيرة التي يبديها موظفوه والمكاتب المحلية التابعة له في الدول الأعضاء، ومما لا شك فيه فإن مكتب ريلو الشرق الأوسط جاهز دوماً لدعم المبادرات التي تتبناها مكاتب الريلو العالمية أو الأمانة العامة لمنظمة الجمارك العالمية". وأضافت: "تولي منظمة الجمارك العالمية أهمية كبيرة لشبكة الريلو العالمية، وجهازها التنفيذي المسؤول عن جمع المعلومات المتعلقة بالضبطيات وتحليلها وتبادلها على مستوى العالم".
وقال عبد الله الشاعر، مدير إدارة الاستخبارات الجمركية في جمارك دبي، أن الدائرة فخورة باستضافة هذا الاجتماع الذي يشارك فيه ممثلون عن الدوائر والمنظمات الجمركية في 15 دولة، عربية وأجنبية، ومن ضمنهم مندوبون عن منظمة الجمارك العالمية، والمكاتب الإقليمية لتبادل المعلومات في أوروبا، وآسيا والباسفيك، وأفريقيا.
وأشار إلى جمارك دبي نالت شرف تأسيس أول مكتب اتصال محلي يتبع للمكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط، وذلك في عام 1998، حيث دأب هذا المكتب على تمرير المعلومات الاستخبارية حول الضبطيات المختلفة التي تتجاوز حدود دولة الإمارات، إلى المكتب الإقليمي في الرياض، إضافة إلى دوره في إطلاع مفتشي الجمارك على أحدث أساليب التهريب والتوعية بها، إلى جانب المساهمة في العمليات المشتركة لمنظمة الجمارك العالمية من أجل إحباط محاولات تهريب مختلف المواد الممنوعة والمقلّدة.
وخلال اليوم الأول للاجتماع، عرضت المكاتب المحلية في الدول الأعضاء المنضوية تحت مظلة المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات في الشرق الأوسط، أبرز إنجازاتها خلال عام 2011، إضافة إلى خططها للعام الجاري، ومعلومات عن العمليات المشتركة التي قامت بها بالتعاون مع بعضها البعض.
وسيتم في اليوم التالي، مناقشة مزايا وفوائد استخدام شبكة تبادل المعلومات الجمركية(CEN)، والعمليات المشتركة الإقليمية والدولية، وخطط بناء المقدرة التي سيتم تنفيذها خلال عام 2012 ، كما سيقدم المكتب الإقليمي لغرب آسيا التابع لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة عرضاً عن أبرز نشاطاته المرتبطة بالعمل الجمركي.
يذكر أن المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط، والذي يتخذ من العاصمة السعودية "الرياض" مقراً له، يضم في عضويته 10 دول هي الإمارات، والسعودية، والكويت، وقطر، والبحرين، وعمان، والأردن، وسوريا، ولبنان، واليمن، ويهدف إلى تسهيل عملية جمع وتنسيق وتحليل ونشر المعلومات المرتبطة بالمواد الممنوعة والمقلّدة، بين دول المنطقة وكذلك بين بقية الهيئات والإدارات المختصة بمكافحة الجرائم الجمركية على المستويين المحلي والعالمي وجميع الدول الأعضاء في منظمة الجمارك العالمية.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية قدمت أنيسكابيلاتكو، ممثلة منظمة الجمارك العالمية،درع المنظمة إلى سعادة أحمد بطي أحمد، مدير عام جمارك دبي، تقديراً من المنظمة لنجاحات الدائرة على المستوى العالمي، وإسهامها في العمل الجمركي الدولي، كما قدم السيدخالد بن عبد العزيز العرج، مدير المكتب الإقليمي لتبادل المعلومات بالشرق الأوسط درع المكتب لمدير عام جمارك دبي، مثمناً جهود الدائرة في تبادل المعلومات التي أسهمت في تحقيق العديد من الضبطيات على المستوى الاقليمي، وكذلك تمرير الكثير من هذه المعلومات لمكاتب الريلو حول العالم.
كما تلقى أحمد بطي أحمد، وسام الشيخ مبارك الكبير، مؤسس الجمارك الكويتية، قدمه له السيد عبد الله سلطان،عبدالله طارش، رئيس مكتب تبادل المعلومات بالجمارك الكويتية، تقديراً للتعاون البناء بين جمارك دبي والجمارك الكويتية.