خلال اجتماع الجمعية العمومية السنوي لشركة "إريكسون" استعرض رئيس الشركة ورئيسها التنفيذي هانز فيستبيرج أبرز النتائج المالية التي حققتها خلال عام 2011 وناقش أهم القرارات الاستراتيجية التي تخللت ذلك العام، والتي، كما أكد للمساهمين، سوف تضمن حفاظ الشركة على مكانتها كمزود رائد لخدمات وتقنيات الاتصالات. ووفقاً للتقرير السنوي الذي نُشر بتاريخ 15 مارس 2012، نمت عائدات الشركة بنسبة 12%، كما ارتفع حجم مبيعاتها، باستثناء صفقات الاستحواذ وعمليات التجريد، بنسبة 19٪ بعد تسوية فروق صرف العملات. وبلغ صافي مبيعات الشركة 227 مليار كرونة سويدية. وخلال الفترة نفسها، ازدادت الحصة السوقية لإريكسون في قطاع معدات شبكات الاتصالات المتنقلة بنسبة 6٪ لترتفع إلى 38٪. وتحتل "إريكسون" مكانة رائدة باعتبارها أكبر مزود لمعدات الاتصالات على مستوى العالم، وتتفوق على أقرب منافساتها بمعدل الضعف. وقدم فيستبيرج لمحة عامة عن قطاعات الأعمال التي تركز عليها "إريكسون"، والتي تشمل: الإنترنت المتنقل عريض النطاق، الخدمات المدارة، وأنظمة دعم العمليات وأنظمة دعم الأعمال (OSS/BSS). وقد وضعت "إريكسون" استراتيجية جديدة لقسم حلول دعم وحدة الأعمال، الذي كان يعرف سابقاً باسم قسم الوسائط المتعددة، لعام 2012 تقوم على النجاحات التي حققتها أنظمة OSS/BSS وحلول التلفزيون ووسائط الإعلام، بالإضافة إلى حلول التجارة عبر الهاتف المتحرك. ونتيجة للتحديات الصعبة التي واجهاها، سجل المشروعان المشتركان لإريكسون خسائر خلال 2011. ووصف فيستبيرج عملية التخارج من استثمارات الشركة في سوني إريكسون بأنها منطقية، نظراً لكون إريكسون دأبت على صنع أجهزة الهاتف، عملياً، منذ بداية تأسيسها في عام 1876، وأشار إلى أن هذه الخطوة تعد جيدة من الناحية التجارية باعتبارها ستساعد الشركة على تحقيق استراتيجيتها المتمثلة في تمكين 50 مليار جهاز من الاتصال بالإنترنت- ليس فقط الهواتف. وبالنسبة للمشروع المشترك "إس تي-إريكسون"، أوضح فيستبيرغ للمساهمين أن الشركة وضعت استراتيجية عمل جديدة، وأعلنت عن اتخاذ خطوات من شأنها إعادتها إلى مسار الربحية والأداء الجيد. وبحلول نهاية عام 2011، كان هناك 6 مليارات اشتراك في شبكات الاتصالات المتنقلة حول العالم، علماً بأن عدد سكان الأرض يبلغ حوالي 7 مليارات نسمة. فقد ازداد عدد الاشتراكات في خدمات الإنترنت المتنقل عريض النطاق (الانترنت عبر الأجهزة المتنقلة)، بنسبة 60٪ خلال العام. وبحلول عام 2016، تتوقع "إريكسون" أن يرتفع عدد اشتراكات خدمات الإنترنت المتنقل عريض النطاق إلى خمسة مليارات. وهناك العديد من الأمثلة التي تعكس الجهود المبذولة حول العالم لبناء مجتمعات متصلة شبكياً، حيث يسخر المستهلكون الأفراد والشركات الأجهزة القادرة على الاتصال بالإنترنت بما يخدم مصالحهم ويلبي احتياجاتهم. وقدم فيستبيرج مثالين عن هذا الأمر في اجتماع الجمعية العمومية السنوي. وفي هذا السياق، تحدث ستيفان لورنتز، من مدينة ستوكهولم، عن المنطقة الحضرية الجديدة "ميناء ستوكهولم الملكي"، حيث تتعاون "إريكسون" مع العديد من الشركاء في هذا المشروع لبناء مدينة مستدامة للمستقبل، سوف تستوعب عند اكتمالها عشرة آلاف قاطن، و30 ألف موظف. وقد صممت هذه المدينة بهدف تمكين الناس من التمتع بأسلوب حياة منخفض الكربون وصديق للبيئة. وستتولى "إريكسون" مهمة تقديم استشارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبناء شبكة متطورة تتم الاستفادة منها لتوفير خدمات اتصالات تتجاوز حدود المكالمات الصوتية. أما المثال الآخر الذي ذكره فيستبيرج فهو مشروع شحن السيارة الكهربائية، الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع "معهد فيكتوريا"، شركة "جوتبورغ إينرجي"، وشركة "فولفو للسيارات"، حيث يمكن للسائقين التحكم في عملية شحن سيارة فولفو C30 الكهربائية عن طريق تطبيق مثبت على أجهزتهم المتنقلة. ولتوضيح ذلك، تم ركن سيارة حقيقية خارج مكان الاجتماع لتمكين المساهمين من التعرف على هذا المشروع عن قرب. وقد استثمرت "إريكسون" حوالي 33 مليار كرونة سويدية في عام 2011 ضمن أنشطة البحث والتطوير، ويعمل لديها نحو 22 ألف مهندس متخصص في هذا المجال. وتمتلك "إريكسون" أكبر عدد من براءات الاختراع الأساسية في قطاع الاتصالات اللاسلكية، حيث ترتبط بأكثر من 90 اتفاقية ترخيص ولديها ما يزيد عن 30 ألف براءة اختراع. كما يسلط التقرير الضوء على التزام إريكسون التاريخي تجاه حقوق الإنسان. وفي هذا الإطار، قال هانز فيستبيرج، من على المنصة الرئيسية: "لدينا قناعة راسخة بأن الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تلعب دوراً بالغ الأهمية فيما يتعلق بضمان حقوق الإنسان- الحق في التعليم، والرعاية الصحية، ناهيك عن حرية التعبير والديمقراطية".