أمستردام: نظم في العاصمة الهولندية أمستردام منتصف هذا الأسبوع "المؤتمر الدولي للعلوم التاريخية المرموقة"، والذي أكد فيه المشاركون على أن كثيراً من المؤرخين يخضعون لحكايا الجدات القديمة، لتسجيل قصص عن الحروب أو المآسي التي تعرضت لها الشعوب، دون سبر أغوار الواقع وتسجيله بعيداً عن التزيين أو التزييف. وبحسب صحيفة "الوطن" السعودية نبه المشاركون إلى أن عدم تحري المؤرخين للدقة يبعد هؤلاء المؤرخين عن صفتهم الحقيقية ودورهم في تسجيل التاريخ كما هو، بمعنى تأريخ الواقع، ويضعهم في مصاف كتاب أدب التاريخ أو ما يطلق عليه في أوروبا "قصصية التاريخ" أو "التاريخ القصصي". وبالرغم من النقد الذي وجهه المشاركون لبعض المؤرخين إلا أنهم أشادوا بعدد من كتّاب التاريخ المحايدين في العقد الأخير، وعلى رأسهم دان براون، سيخ لارسون، الأخوان كوليين وهليين فان روين. وقالت الكاتبة والمؤرخة سوزانا يانسن، وهي شريكة المؤرخ فرانك سترمان إبان مداخلتها في المؤتمر: إن التمييز بين عدم الاحتكاك الواقعي بالتاريخ والاحتكاك أمر مفيد لجمهور القراء والأجيال لعقد المقارنة، واستقراء الواقع والتاريخ، ولكن قد يحدث في الجانب الآخر نوع من الخلط والالتباس في الحقائق بين الواقع والخيال. بينما أكد أستاذ التاريخ في جامعة أمستردام جيمس كينيدي على أن من يكتبون التاريخ عليهم ألاّ يتمسكوا بأن تكون كتاباتهم شيقة، وجاذبة لجمهور القراء بقدر ما تكون سرداً حقيقياً وتاريخاً للوقائع، لأن تزييف تاريخ الشعوب والخلط بين الواقع والأسطورة فيه يعد جريمة هائلة لا تغتفر.