افادت تقارير اخبارية بسقوط ثلاثة قتلى في انفجار واطلاق نار ليل مساء السبت في ريف دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ، فيما خرج آلاف السوريين في العاصمة دمشق لتشييع جنازة قتلى أعمال العنف الذي سقطوا الجمعة. وقال المرصد في بيان ان شابا في مدينة التل بريف دمشق قتل برصاص الامن السوري بعد منتصف الليل.
وهز انفجار منطقة دف الشوك، اسفر عن مقتل شخصين. في محافظة حمص وسط البلاد ، كما تعرضت قرية العريضة التابعة لمدينة تلكلخ لقصف من القوات النظامية اسفر عن سقوط جرحى وتهدم منزل.
وفي محافظة دير الزور شرق سوريا، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في مدينة القورية بريف دير الزور، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 25 شخصا قتلوا بنيران القوات الحكومية بينهم ثمانية بضاحية برزة في دمشق.
وأضافت اللجان أن قوات النظام قصفت عدة أحياء في حمص بينها القصور وجوير والبساتين. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا فقد أفاد بوقوع انفجار شديد في منطقة دف الشوك بريف دمشق مساء السبت مما أدى إلى مقتل شخصين على الاقل واصابة آخرين. كما ذكر المرصد في وقت سابق أن خمسة أشخاص قتلوا في ريف حمص بعد سقوط قذائف هاون على أحد المنازل. كما قتل خمسة أشخاص على الأقل في انفجار في منطقة تل الزرازير على أطراف مدينة حلب. من جانبها، أكدت وسائل الإعلام السورية الرسمية وقوع انفجار في حلب ولكنها تحدثت عن سقوط 3 قتلى وإصابة 21 آخرين. وكان انفجار آخر قد هز وسط دمشق صباح السبت، متسببا في تدمير سيارات، حسبما أفاد مراسل بي بي سي في العاصمة السورية. البعثة الدولية من ناحية أخرى، يواصل مراقبو الأممالمتحدة في جولاتهم في المدن والبلدات السورية وكان آخرها في بلدة دوما. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن المراقبين شاهدوا دبابات الجيش النظامي التي لم تنسحب تنسحب من مواقعها كما ينص اتفاق وقف اطلاق النار. كما أجرى المراقبون لقاءات مع سكان البلدة التي كانت أحد مراكز الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وكانت البلدة التي يسكنها نحو 500 الف شخص قرب العاصمة دمشق احد مراكز الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وعند مدخل البلدة وقف جنود بملابسهم العسكرية الكاملة في نقطة تفتيش كبيرة وكان بعضهم يقف خلف اجولة رمال. وعلى طول الطريق طمست كتابات بالطلاء مناهضة للاسد على الجدران بطلاء الاسود لكن بعضها ظل باقيا. وكانت بعض الشعارات المكتوبة تدعو لسقوط الاسد وترفض الطائفية وتحيي الجيش السوري الحر وهو تنظيم يضم منشقين عن الجيش ومدنيين يقاتلون من اجل اسقاط الاسد. كما كتبت عبارات تصف جيش الاسد بالخيانة وقالت عبارة بالانكليزية "لن نخضع للقمع". كما ظهرت على الجدران كتابات مؤيدة للاسد. فقد قالت عبارة على احد الجدران "ان لم تكن واحدا من جنود الاسد فأنت لا تستحق الحياة". بينما قالت عبارة اخرى في اشارة للرئيس السابق ووالد الرئيس الحالي حافظ الاسد الذي حكم البلاد 30 عاما "كلنا اولاد حافظ." وقال ضابط في احد نقاط التفتيش "الموقف الان هادئ منذ يومين. احيانا يطلق علينا الرصاص ليلا. واحيانا نرد واحيانا لا نرد على حسب حجم الهجوم". وتجمع بعض الناس في متجر قريب. وقال احد السكان ويدعى عبد الله ان القصف واطلاق النار يقعان كل ليلة لكنه قال ايضا ان اليومين الماضيين كانا اهدأ كثيرا. وتوقف مراقبو الاممالمتحدة في نقطة التفتيش ليسألوا الجنود عن تسليحهم. ووفقا لاتفاق وقف اطلاق النار في 12 ابريل نيسان وافقت الحكومة السورية على "انهاء استخدام الاسلحة الثقيلة والبدء في سحب التجمعات العسكرية حول المراكز السكنية." واخفيت دبابة تحت غطاء ضخم. والتقط المراقبون صورا وتحدثوا إلى ضابط مسؤول ومضوا في طريقهم. وداخل البلدة كانت هناك نقطة تفتيش كبيرة اقيمت في مكان محطة اطفاء ووقفت امامها دبابة. كما كانت هناك خنادق واجولة رمال والحديد المدعم لحماية الجنود. وكانت صور الاسد تملأ المكان. وقال ضابط لكبير المراقبين العقيد المغربي احمد حميش ان الدبابة التي كان مدفعها ظاهر تماما ليست سوى ناقلة جند مصفحة. وقال "انها تحمل الجنود والمصابين.. لو اردت يمكنني ان اخرجها خارج دوما فورا" فرد عليه حميش قالا انه لا داعي لذلك. وكثيرا ما يقول سكان دوما ان البلدة تشبه "مدينة اشباح" لكن المتاجر فتحت ابوبها اليوم السبت وعادت المشاغل للعمل وانتشر الناس في الشوارع وهم يمرون إلى جوار بنايات محترقة وعبر نقاط تفتيش مدققة. وتجمع الباعة والمتسوقون في السوق المزدحمة بوسط البلدة وهم ينظرون بريبة للمراقبين. ونظر بعض الباعة بغضب إلى المراقبين. بينما ابتسم لهم البعض وهم يوجهون لهم السباب بالعربية بهدوء.
التدخل العسكري
وسياسيا ، أكد أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنه ليس لدى الناتو نية للتدخل عسكريا في سوريا. وأضاف راسموسن في مقابلة أجرتها صحيفة "بيلد" الألمانية معه ونشرها الموقع الالكتروني للصحيفة السبت أن الحلف يعول على الحل السياسي للأوضاع في سوريا على أساس خطة كوفي أنان مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية. واشار إلى أنه في الحالة الليبية كان هناك تفويض واضح من الأممالمتحدة وكان هناك تأييد من الدول الأعضاء في الحلف. واوضح ان هذا الامر ليس متوفرا في الحالة السورية التي وصفها راسموسون بالأكثر تعقيدا. واكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن أي عملية عسكرية يمكن أن تؤدي إلى صراعات كبرى، مشددا على ضرورة وجود حل سياسي للازمة السورية مع دور قوي لدول المنطقة.