التليفزيون المصرى استطاع طمس وقتل "الرأى والرأى الآخر" شعار ترفعه كل الفضائيات حاليا وان دست السم فى العسل وحرصت فى كل مناسبة على التذكير بأنه فى نظر أصحابها أكثر من مجرد شعار لأنه بات حسب الفضائيات هوية للبعد عن الإعلام ذات الخطاب الواحد. وبعد منع حازم صلاح ابو اسماعيل من الظهور فى التليفزيون المصرى الذى يرمز ولسان حال المصريين اياكانت توجهاتهم ومهما اختلفنا معهم فى افكارهم او سياساتهم فتلك سقطه لابد الوقوف عليها ولاتمر مر الكرام ومحاسبه المسؤال عن ذلك الجرم ..فالمحكوم عليه بالأعدام لابد من سماعه ولايترك هكذا واتصلت بالدكتور صفوت بحكم الصداقه التى تربطنى به وكتن دائم النقد للتليفزيون وسياساته وحملت معه قضيه تطهير الاعلام المصرى فى ماراثون مع الوزير السابق اسامه هيكل ثم استكملت مع الوزير الحالى احمد انيس وتقابلنا ووعدنا الرجل بالتطهير وتنظيف المبنى من الفساد ولكن ..
وهاهو صفوت حجازى ينسحب على الهواء قائلا انه لايشرفه التواجد فى التليفزيون المصرى مرددا نفس العباره التى طالما قالها لى ان الثوره لم تصل للتليفزيون المصرى ولا وزيره منسحبا على الهواء مع الدكتور محمود غزلان محتجين للموقف الغريب من منع حازم ابو اسماعيل من دخول المبنى وهم محقين لما فعلوا فلأبسط قواعد الديمقراطيه هى اتاحه الفرصه للرأى والرأى الأخر وعدم الحجر على الأراء مهما كانت درجه اختلافنا وإن كنت أنا شخصيا أختلف فى كثير من الأمور مع ابو اسماعيل.. وانا ناديت كثيرا ومازلت انادى من تطهير كل وسائل الأعلام المكتوبه والمرئيه والمسموعه وهذا الطلب كان ولا يزال زلزالا مربكا للقناعات والمسلمات مطالبا الإعلام الرسمى على التخلص من طابعه المعوج والانفتاح على الصوت الآخر أو على الأقل الاعتراف بوجوده.
وذلك بعد سنوات من الاستهلاك الإعلامى والجدل والمعارك وغربلة الرأى والرأى الآخر فى موضوع احترام المشاهد وحقه فى امتلاك المعرفة والمعلومة من مصدرها فعكس ذلك إيديولوجيا تعبيرا عن وجهة نظر معينة تحمل دلالات حضارية وسياسية لا تؤدى فى النهاية بالضرورة إلى الحقيقة.
فكما احتفظ هذا الشعار براهنيته وجدليته وغموضه وإثارته للمشاكل المعرفية بقى اصحاب الكراسى لغزا حيال أوجه، حصيلته فى الغالب لخطاب متهافت متآكل من داخله. المشكلة الأساسية فى شعار "ليست فى الشعار انما هى فى المعنى ومن هى الجهة المخولة بوضع معايير بشرية تسبغ عليها مسوح شخصيه تغلق باب الاجتهاد والمخالفة فتغدو للدعوة إلى ا الماضى لمجرد نزوع لإلغاء الآخر وتجفيف منابع التنوع التى يمكن اعتبارها العامل الحاسم فى قدرة الاعلام على التفاعل مع التاريخ.