لاشك أننا بصدد الوصول للمرحلة النهائية (نظريا) من تغيير النظام فى مصر ، انها انتخابات الرئاسة تلك الانتخابات التى سوف تفرز لنا أول رئيس بعد الثورة. ولكن هل الواقع الآن ينبىء بنظام مختلف عن النظام السابق؟ الاجابة بكل أسف هى النفى .! فنحن قد اطحنا بنظام الفرد لنقع بين براثن نظام فرد آخر، البعض يظن ان تغيير النظام هو مجرد تغيير الأشخاص و هذا خطأ فادح، فلابد وألا تتبع كل مؤسسات الدولة نفس المجموعة من الأشخاص حتى يكون هناك محاسبة شفافة بين سلطات الدولة المختلفة، و حتى يكون هناك حرية للتعبير وهو أمر بالغ الاهمية فالحرية هى عماد مبادىء الثورة ( عيش- حرية – عدالة اجتماعية). ونعود للانتخابات فمع كل احترامى للاخوان المسلمين فلا يعقل أن يكون الرئيس القادم أيضا اخوانيا أو حتى ذو خلفية اخوانية، فمعنى وصول أحدهم لهذا المنصب هو انه لن يكون هناك معارضة فى مصر بعد اليوم، فلا يعقل أن نطلب ممن لا يطبقون الديموقراطية فيما بينهم أن يطبقوها بين الشعب، فكلنا يعرف أن الجماعة مبنية على مبدأ واحد ألا و هو السمع و الطاعة العمياء ولا صوت يعلو على صوت مكتب الارشاد حتى و لو كان الحزب فلم يعلق أحدا على ان من رشح الشاطر هو مكتب الارشاد و ليس حزب الحرية و العدالة. انا لا أروج لمرشح بعينه و لكننا ضقنا ذرعا بحكم الفرد، فيا أيها الشعب الذى أثبت بالتجربة أنه ليس سلبيا على الاطلاق إلا أنه المادة الخام للصبر، أرجوكم لا تصنعوا فرعونا آخر، و أتمنى أن تكون الاعادة -(ان حدثت)- بين مرشحين أحدهما على الأقل ليس اخوانيا فاختياركم لرئيس اخوانى معناه ان الثورة قد فشلت فى تغيير نظام حكم الفرد.
واعلموا أنه ليس هناك من يدعى الوطنية اكثر منا فنحن اول من ذاقت ارض مصر طعم دمائهم فى مطلع الثورة فلن يزايد علينا احدا بعد اليوم، اعلموا ايضا اننا جميعا مسلمون و لسنا فى حاجة لمن يدعى انه أعاد اكتشاف الاسلام فى بلد الأزهر.