جانب من الندوة محيط - خاص القاهرة: نظم المجلس الأعلى للثقافة ندوة بعنوان "سرديات الإنترنت والثورة" أدارها الناقد الدكتور يسري عبدالله ، واستضافت عددا من الكتاب الشباب وهم علاء أبوزيد، شريف عبدالمجيد، الطاهر شرقاوي ، نهى محمود، وأسامة حبشي. دعا د. يسري الحضور إلى الوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء الثورة المصرية "الذين منحونا الحرية". ورأى الناقد علاقة وثيقة بين الفضاء الجديد "الانترنت" والثورة، هذا الفضاء الذي مثل تربة حاضنة لها ، فمنه انطلقت ، وعبره كانت آلياتها في التغلب على بطش النظام السابق. أشار الناقد إلى أن الثورة المصرية معنى فريد وخلاق, تحوي داخلها جينات المقاومة، والإصرار علي مجابهة كل ما يكبل إنسانية الإنسان, ومن خلال هذا الفهم أوضح أن الثورة المصرية أصبحت حدا فاصلا بين عالمين: أحدهما قديم، مهتريء، متسلط ومستبد، فاسد ولا إنساني، أدواته رجعية, ورموزه سطحيون تقليديون, والآخر حداثي، مشتبك مع اللحظة الراهنة, مدرك لأسرارها، واع بتفاصيلها وبمنجزها العلمي والتكنولوجي، أدواته حداثية ذات طابع تقني, موعود بالحرية، قائم علي العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية. من جانبه أشار الروائي والسيناريست أسامة حبشي في كلمته إلى علاقته المبكرة جدا بالانترنت وكيف أن هذا العالم الافتراضي أثر في الواقع الفعلي وحركه، ثم تحدث القاص والإعلامي علاء أبوزيد عن مصطلح "سرديات الانترنت" متسائلاً هل قدم الإنترنت سردا خاصا به؟، وما هي ملامحه؟. ثم تحدث الكاتب شرف عبدالمجيد عن هذا العالم الساحر الذي غير وجه العالم ولذلك لا يمكن للسرد أن يتجاهله، مشيراً إلى مجموعته الجديدة "فرق توقيت". ووافقت الكاتبة نهى محمود صاحبة مدونة "كراكيب" على ما سبق ، مؤكدة على فكرة التواصل بين الكاتب والقارئ من خلال الانترنت، بينما أصر الروائي الطاهر شرقاوي على أن الانترنت لم يعد فضاء افتراضيا ولكنه صار عالما موازيا يملك تأثيره الفاعل في الواقع المعاش وهذا ما تم في الثورة. تساءل القاص سعيد الكفراوي من جانبه عن تأثير الأجيال السابقة على الجيل الجديد من الكتاب ودفعه للمشاركة في الثورة؟ وهو ما دفع الروائي أسامة حبشي للرد عليه بأن المسألة أعمق من ذلك لأن كل الطوائف قد شاركت، لافتاً للدور الذي لعبته مثلا جماهير "الألتراس" في الثورة والتي يوجد بها البعض ممن لا يتواصلون مع الكتابة الأدبية من الأساس، كذلك أكد القاص علاء أبو زيد على نفس المعنى من زاوية أخرى مشيرا إلى الدور الذي لعبته بعض وسائط الميديا في تحفيز الجماهير. اختتمت الندوة بتأكيد الناقد د.يسري عبدالله على ضرورة استعادة دور المثقف العضوي للحفاظ على حالة الزخم الثوري الحادثة الآن.