المنوفية : عقدت الجلسة البحثية الثالثة ضمن فعاليات مؤتمر أدباء غرب ووسط الدلتا الثقافي "الدورة الثانية عشر" بمحافظة المنوفية تحت عنوان "المسرح –القصة القصيرة". أشارت في الندوة د. عزة الملط في بحث عن مسرح الأقاليم بين الواقع والمثال "قراءة في نماذج من مسرح الإقليم" إلى أن من بين عديد من المسرحيات التى أبدعتها أقلام كتاب المسرح في الاقليم تبرز الأعمال التي تمثل عطاءا مستنيرا يرسخ مقولة أن المسرح سبيل الرقي الثقافي والحضاري للأمة ، ومن المسلم به أن اقليم غرب ووسط الدلتا الثقافى ياتى فى طليعة الاقاليم التى شهدت رواجا مسرحيا من حيث التأليف والعرض والمستوى . وتناولت في بحثها أمثلة من مسرحيات الاقليم هى: "قبل رحيل الدرويش" للاستاذ محمد حمدى، "أنا الملك" للاستاذ شريف محيى الدين، "السوط الخفى" للأستاذ محمد نظمى، ومجموعة مسرحيات شعرية للأستاذ أبو السعود سلامة أبو السعود. وعن "واقع القصة القصيرة في الاقليم" أوضح د.شريف الجيار أن القصة القصيرة اليوم كغيرها من الأنواع السردية الأخرى تمثل ممارسة نصية هدفها التصدى لقضايا عصرها، والتفاعل معها عبر طرح رؤى فنية لرصد هموم الواقع المعيش وأنعكاسها على الإنسان البسيط الذي يبحث دائما عن حلمه في واقع يفتقد إلى العدالة الاجتماعية والسياسية ، فهو واقع ضبابي بائس يتحول عبر الخطاب السردى من هامشية الواقع المعايش الى مركزية المتن الفنى بكل آلياته السردية وتقنياته الفنية، وتناول عدة نماذج مثل "المائدة للقاص عزت ابو رية، " فى انتظار القادم" للقاص محمد عطية محمود، وغيرها من النماذج. كما أشار محمد العزونى في بحثه "لقطات من المشهد الروائى في غرب ووسط الدلتا" إلى انه على الرغم من أن الرواية ظلت لعشرات السنين محافظة على شكل محدد، وهو ما يعرف بالشكل التقليدي للرواية الذي يعتمد أساسا على البداية والذروة والنهاية، والذي تلعب الحبكة فيه دورا أساسياً، إلا أن مياها كثيرة جرت في النهر وأصبحت النظرية النقدية السائدة الآن أن الرواية لا شكل محدد لها وأنها فن مفتوح غير منجزعلى أساس أن الروايه هى كتاب الحياة المفتوح، ولذا فهى متجددة دوما كتجدد الحياة ومتطورة دائما كتطور الحياة، ولذا فقد استطاعت الرواية عبر تاريخها أن تستوعب بداخلها كافة الأنواع الأدبية من شعر ودراما وقصة، كما انها استطاعت أن تستفيد إستفادة هائلة من منجزات الفنون الأخرى من نحت وتصوير وسينما وغيرها من الفنون، وهذه الطبيعة المرنة لشكل الرواية تجعلها قادرة على تناول شتى الموضوعات، ولكن رغم كل هذا التجديد الذى يتم فى الرواية إلا أن هذا لا يعنى أن الاشكال الجديدة تلغى ما قبلها بل تظل هذه الاشكال متجاورة وتستفيد من بعضها. وأعقب الجلسة أمسية شعرية وقصصية شارك فيها عدد كبير من الشعراء والروائيين. وفي ختام المؤتمر الذي عقد بمركزالإبداع بالمنوفية تضمن جلسة الشهادات، أعقبها جلسة التوصيات التى اعلنها الشاعر صبرى عبد الرحمن امين عام المؤتمر وهى: أن يعلن الأدباء التأييد التام لثورة 25 يناير ودعم كافة الثورات العربية، دعم القضية الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة، إضافة إلى الرفض التام لكل اشكال التطبيع مع العدو الصهيونى، رفض التدخلات الاجنبية في الشئون الداخلية ورفض بناء أى قواعد عسكرية على الأراضي المصرية، كما يعلن المؤتمر عن تبنيه الكامل لمشروع الدولة المدنية التي تقوم على عدم التفريق بين الناس بسبب العرق او الدين ويؤكد على أحترامه للقانون والدستور. وطالب المؤتمر بإعادة الاعتبار لبعض رموز الثقافة التى ظلمت في العهد الماضي، وضرورة الانتهاء من عملية ترميم قصر ثقافة شبين الكوم في أسرع وقت، ضرورة زيادة بدلات الانتقال للمبدعين تقديرا لهم، إلقاء مزيد من الضوء على المبدعين الشباب. ثم أشار د.اشرف هلال محافظ المنوفية إلى أنه قرر أن تكون الجلسة الختامية في مركز الابداع تكريما للمبدعين، وأكد على انه سوف يتم الافتتاح الرسمى لهذا المركز ليتحول من مقر لنشر الفساد إلى مقر لنشر الإبداع.