عمان: عقد أمس رئيس رابطة الكتاب الأردنيين القاص سعود قبيلات مؤتمراً صحفياً بمقر الرابطة وذلك حول القرار الذي تم اتخاذه بإبعاد الرابطة من الهيئة العليا لمهرجان جرش والذي ينطلق في العشرين من الشهر الجاري، إلى جانب تجاهل مؤسسات أخرى فاعلة في الحياة الثقافية. ووفقاً لصحيفة "الدستور" الأردنية قال قبيلات أن هذا القرار اتخذ من الحكومة بسبب مواقف الرابطة، مبدياً استغرابه نظراً لكون الرابطة كانت من أكثر الهيئات دفاعا عن مهرجان جرش وأول من اعترض على إلغاءه، وقامت بعدة نشاطات دفاعا عنه، وطالبت بعودته طوال السنوات الماضية. وذكر رئيس رابطة الكتاب الأردنيين أن المهرجان يعتمد على أعضاء الرابطة في أنشطته وفي الترويج لها، بالإضافة إلى المشاركين العرب به، لافتا إلى أن عدم إشراك الرابطة في الهيئة العليا لمهرجان جرش يعد مؤشراً سلبياً على الكيفية التي سيخرج بها هذا المهرجان، وهو ما ينقض مصداقية الحكومة فيما يتعلق بالحديث عن الإصلاح. وطالب قبيلات بالرجوع عن هذا القرار وإشراك الرابطة في اللجنة العليا للمهرجان، وأنه خلافاً لذلك سوف يتم تداول الأمر خلال الأيام المقبلة، مع الهيئة العامة، والمثقفين العرب، لاتخاذ موقف حاسم حيال المهرجان، وموقف سلبي من الحكومة تجاه استبعاد الرابطة، معتبرا أن الإصلاح هو إشراك الشعب والرجوع إليه في اتخاذ القرارات كونه هو مصدر السلطات. وحول مهرجان "جرش" أيضاً دعا أدباء وكتاب وأكاديميون إلى أن يلتزم المهرجان بالهم الثقافي الأردني؛ ويلامس وجداناً أردنياً والتي اختزلته وقلّصت منه كثيراً إدارة المهرجان وهي تتسابق في استقطاب الفنانين العرب والتفاوض مع وكلائهم بحجة توفير المدخول الجيّد للمهرجان لكي يغطي على الأقل تكاليف إقامته. ومن جانبهم عبر مثقفون حاورتهم صحيفة "الرأي" عن قلقهم من الوضع الذي وصل له المهرجان، والذي كان في دوراته الأربعة الأولى مثالاً للمهرجان المخلص لأعمدة جرش وتراثها وجوارها، فذكر المخرج المسرحي حاتم السيّد أن دورات المهرجان الأولى شهدت ثورةً ثقافية حقيقية، وكان المهرجان معبراً عن وجه الأردن الحقيقي، إلا أن المهرجان تحوّل بعد منتصف الثمانينات إلى مهرجان تجاري، موضحاً أنه لا يجوز أن يكون المهرجان "متعهد حفلات"، موضحاً أنّ النظرة إلى مفردات الثقافة في الدورات السابقة من المهرجان كانت من منظور تجاري لا علاقة له بالمعايير الموضوعية. أما الكاتب محمد المشايخ سكرتير رابطة الكتاب الأردنيين الأسبق فتوقع بأن تطغى الغايات التجارية وتتغلب على الأهداف الثقافية والفنية التي أنشئ من أجلها المهرجان، والذي يؤكد على أنه بالرغم من المعيقات يبقى المهرجان منارة ثقافية هامة.