صدر للكاتب الصحفي ياسر بكر - الصحفي بدار الهلال- كتاب يحمل عنوان "أخلاقيات الصورة الصحفية" جاء فيه قصص كثيرة منها فبركة صحيفة "الأهرام" صورة مبارك مع الرؤساء فى البيت الابيض ، وقصة حذف صورة الشاذلى من قيادات حرب اكتوبر ، وصورة "خالد سعيد" التي هزت الرأي العام ، وصورة فتاة التحرير . الكتاب ينقسم الى قسمين ؛ الكلمة والصورة . وفي شأن الكلمة يناقش المؤلف أسباب انعدام مصداقية الأخبار بعد حالة الاستبداد السياسي في مصر ، وبسبب سلوكيات منحرفة للصحفيين . ويتهم مؤلف الكتاب شخصيات صحفية شهيرة بالحصول على مصاريف سرية من بينهم احسان عبد القدوس واحمد حسين ، كذلك صحف كان يصدرها حزب الوفد ، واعتمد الكاتب على بيان منسوب لمجلس قيادة الثورة أعلنه صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة ، وثار جدل حول هذه النقطة ، حيث أن إحسان عبدالقدوس مشهور بمقالاته ضد الأسلحة المغشوشة، وأحمد حسين من حزب مصر الفتاة كان مطاردا من الإنجليز ومن القصر أيضا . وقد رفض أحمد حسين عرض اليهود بتمويل صحيفة حزب مصر الفتاة كي يهادن في حملاته ضد المشروع الاستيطاني في فلسطين ، وفقا للأستاذة سهام نصار الأكاديمية في الحقل الإعلامي. ويرى مؤلف الكتاب أن الولاء أصبح معيار القيد بعضوية نقابة الصحفيين ، وهاجم حصول ضباط على عضوية النقابة مثل مصطفى بهجت بدوى ويوسف السباعى واحمد حمروش ، وثار الجدل حول هذه النقطة أيضا، حيث أن هؤلاء الكتاب مشهود لهم بالموهبة الصحفية الفذة. وقد وصف الكاتب الأسلحة الفاسدة بقضية مغلوطة، وقال عن مطالبة الجماهير لعبدالناصر بعد التنحي بعد النكسة مسرحية ، وثار جدل حول هذه النقاط، خاصة أن زعم أن ناصر قرر إغلاق جريده الجمهورية لعدم توزيعها وأن عبد الناصر كان قائداً لتنظيم الاخوان المسلمين داخل الجيش وأنه كان يصادق يهود الفالوجا ويتلقى هداياهم . كما زعم مؤلف الكتاب أن ثورة يوليو نجحت بسبب مساعدة الانجليز للإنتقام من فاروق لإرساله الجيش المصرى لفلسطين عام 48 وان صفية زغلول وهدى شعراوي نشأتا فى بيوت الخيانة . وادعى مؤلف الكتاب أن الرئيس السابق مبارك أسمى نفسه جورج ليتزوج من سوزان والتى هى فى الاصل مسيحية ، بل وزعم أن قادة ومفكرى الاخوان سيد قطب ومصطفى السباعى والهضيبى ينتمون لجماعات ماسونية وانتقد مؤلف الكتاب أسماء صحفية تتحصل على مرتبات من جهات رسمية، منها أسامة هيكل الذي عمل كمستشار للبيئة بمرتب 12 الف جنيه . الصورة تتكلم عرض الكتاب لنماذج من الصور المؤثرة عالميا، مثل صورة سقوط بغداد ، والتفوق العسكرى لحزب الله فى حرب يوليو( تموز ) 2006 ، ومحاكمة مبارك ، ومقتل القذافى . ويؤكد المؤلف فى كتابه على أن الصورة كان لها الكلمة العليا والقول الفصل عندما اختلف الفرقاء فى ادعاءاتهم ويدلل على ذلك بواقعة ظهور سيف الإسلام القذافى فى مؤتمر صحفى من باب العزيزية فى 2 أغسطس 2011 بعد ساعة من إعلان المقاومة الليبية نبأ القبض عليه بما أسهم فى انهيار مصداقية إعلام المقاومة وأشاع حالة من الإحباط فى الشارع الليبيى . كما يؤكد المؤلف على دور الصورة فى صنع القرار ويضرب العديد من الأمثلة منها : صورة نك أوت مصور الأسوشيتد برس للطفلة الفيتنامية كيم فوك وهى تهرب عارية من قصف النابالم ، والتى جعلت الرأى العام الأمريكى يطالب يطالب بإنهاء الحرب القذرة فى فيتنام . صورة الشاب السكندرى خالد سعيد التى نشرها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك "، والتى بناء على ما جاء فى تفاصيلها ودلالاتها ؛ تم إعادة النظر فى القضية لينال الجناة جزائهم . الصورة التى التقطها مصور رويتر للفتاة "المسحولة " فى ميدان التحرير والتى أغضبت الرأى العام فى مصر والعالم ، مما حدا بالمسئولين للتشكيك فى الحادثة ، لكن أمام طغيان الصورة وسطوتها لم يجد المسئولون بداً من التراجع عن إنكار الواقعة ، والتصريح بأنها تجاوز يجرى التحقيق فيه . وعرض المؤلف لعدد من الصور المفبركة، منها صورة غرفة عمليات حرب أكتوبر التى حذف منها الفريق سعد الدين الشاذلى . أما أكثر الصور إثارة فكانت صورة لمبارك فى البيت الأبيض مع أوباما والملك عبد الله ومحمد عباس ونتنياهو التى التقطها تشاك كيندى كبير مصورو البيت الأبيض ، وأعادت الأهرام نشرها بعد التلاعب فى تفاصيلها بما يجعل مبارك فى المقدمة !! كما تناول الكتاب قضية أخلاقيات الصورة والتى أثيرت بشدة عقب حدث اغتيال الأميرة ديانا التى أرجع الأنجليز مصرعها إلى المطاردات الفضولية للمصورين الصحفيين ، وجاءت أبرز الأخلاقيات المطلوبة فى الصورة الصحفية فى : مصداقية الصورة وعدم التلاعب فى تفاصيلها أو استعمالها فى غير الغرض الذى التقطت من أجله . احترام الخصوصية وعدم هتك ستر أو انتهاك حرمة الأماكن أو استراق صور دون إذن أصحابها. احترام حقوق الملكية الفكرية وحقوق النشر للمصور ، وعدم العبث بمصنفه أو تشويهه . احترام القوانين والمواثيق الدولية خاصة فيما يتعلق بصور الأسرى وجثث القتلى من الخصوم وحقوق السجناء . احترام الضعف الإنسانى لضحايا الحوادث والكوارث وعدم التطفل على أحزانهم . وإذا كانت هناك ضرورة لتصويرهم فيجب التركيز على حالة الضعف الإنسانى لا شخوص الضعفاء . الامتناع عن تصوير المشاهد التمثيلية أو المفبركة ، وإدخال الغش والتدليس بتقديمها للمتلقى على كونها حقيقة أو حدث أو قصة خبرية . احترام حقوق الحيوان والبيئة . .. إن ما يجمع عليه أساتذة وخبراء الإعلام هو أن نشر الصور التى تستهدف التشهير والتشنيع والمبالغة وإثارة الغرائز ، لا يعبر عن السقوط المهنى والأخلاقى للصحيفة فقط ، بل يتعداه إلى انحطاط مستوى الشعب والصحيفة معا .