في "أسس السعادة الزوجية"..الدين هو الأساس فى اختيار شريك الحياة محيط إيمان الخشاب تكوين أسرة واعفاف النفس ووجود أبناء صالحين أهداف أساسية للزواج ، ومن ثم فعلى الشاب والفتاة الالتزام بالوضوح في تحديد هدف كل منهما من الزواج لأن الانحراف عن هذا الهدف الأساسي يؤدي إلى تخبط الشخص في اختيار شريك حياته. فقرار الزواج ليس صعبا أو هو ضرباً من المستحيل لكنه قرار هام ومصيري يجب التأنى في اتخاذه وأن يحدد الشخص طبيعة شخصيته وما الذي يريده؟ وما الذي يناسبه . كما عليه أن يحدد إمكانياته ومدى توفر متطلبات الزواج لديه وهو ما يعرف غى ديننا "بالباءة "، فالزواج ليس حب فقط وإنما أيضا مسئولية كبيرة تحتاج إلى إعداد وتهيئة من كل النواحي. هكذا بدأ الأستاذ صالح عبد الكريم حديثه خلال حلقة جديدة من برنامجه "أسس السعادة الزوجية" على قناة الرحمة الفضائية وأكد أن الزواج علاقة أبدية هدفها الاستقرار وتكوين أسرة ورعاية أبناء، لذلك يجب أن يقوم على دعامات قوية ومتعددة يأتى فى مقدمتها الدين كما نبهنا لهذا الرسول الكريم صلوات الله عليه حين قال "فاظفر بذات الدين تربت يداك"، فصاحب الدين هو من يجتمع فيه مرغبات النكاح بحسن إيمانه وتقواه وتطبيقه لشرع الله لأن الدين هو حياة كاملة وليس عبادات أو طقوسا شكلية فحسب. وأوضح الأستاذ صالح أن على الانسان الذى يختار شيرك حياته أن يراعى فيه حسن الخلق ، يقول سيدنا محمد :"إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه"،كما وجهنا الرسول لضرورة توافر الكفاءة بين الطرفين فى كافة النواحى الاجتماعية والثقافية والعلمية والفكرية ، أى وجود مساحات مشتركة تصلح للبناء عليها ووضع الاسس وذلك لأن التكافؤ يؤدي لاحترام كل من الزوجين للآخر، ويؤدي إلى توافق الزوجين وحسن المعاشرة بينهما. وأضاف : كما أن القبول والرضا عوامل هامة فى اختيار الشريك الآخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" أى يزيد المودة . ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن هذه المعايير تتفاعل مع بعضها في منظومة متكاملة، فالجمال مثلا لا يصلح وحده كأساس للاختيار بدون النظر للدين والخلق وكذلك باقي المعايير لا يصح النظر إلى أحدها بمعزل عن باقي المعايير الأخرى فعن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله". ثم تحدث الأستاذ صالح عن اهتمام الإسلام الكبير بتكوين الأسرة المسلمة ، والتى من أجلها شرع العديد من الأسس والقواعد التي يشيد بها بناء الأسرة المسلمة بما يجعلها نواة صالحة قوية لبناء المجتمع المسلم القوي والأمة المسلمة ، وإن أول ما نبه به الإسلام أبناءه في هذا الشأن أنه حدد للرجل بعضا من الصفات التي يجب أن يتأكد من توافرها جميعا أو أكثرها في المرأة التي ستكون شريكة حياته وأما لأولاده فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم :"تنكح المرأة لأربع مالها وحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك". وفسر الاستاذ صالح الحديث قائلاً : المتأمل في هذا الحديث يري أن الرسول الكريم أرشدنا الى اختيار صاحبة الدين لأنها الأفضل في بنات جنسها فإن لم يفعل فلن يجني من نكاح غير ذات الدين سوى الفقر والمذلة يقول الإمام الغزالي في شرح ذلك: (فإنها إن كانت ضعيفة الدين في صيانة نفسها وفرجها أضرت بزوجها وسودت بين الناس وجهه وشوشت بالغيرة قلبه وتنغص بذلك عيشه فإن سلك سبيل الحمية والغيرة لم يزل في بلاء ومحنة وإن سلك سبيل التهاون كان متهاونا بدينه وعرضه ومنسوبا إلي قلة الحمية والأنفة وإذا كانت مع الفساد جميلة كان بلاؤها أشد إذ يشق علي الزوج مفارقتها فلا يصبر عنها ولا عليها". وأضاف صالح : فالمرأة الملتزمة بتعاليم الدين والتي تخاف الله سبحانه وتعالى في معاملتها لزوجها وأفراد عائلتها لن تضره، وستكون له الزوجة الصالحة التي ستعينه على مصاعب الحياة ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: النساء ثلاثة، هينة عفيفة مسلمة، تعين أهلها على العيش، ولا تعين العيش على أهلها، وأخرى وعاء للولد، وثالثة غُلّ قَمِل يلقيه الله في عنق من يشاء من عباده. اذن أولى خطوات الزواج الناجح هي أن تختار شريكة الحياة خطوة مهمة لذلك لابد من التمهل وعدم الاستعجال وأخذ الوقت الكافي للتفكير، فإذا قررت تكوين أسرة وبيت زوجية مع شريكة الحياة فابحث عن حسنة الخلق العاقلة الهادئة،أما بالنسبة للجمال فهو ليس أمرا أساسيا في الزواج، ولا يعتمد نجاح الحياة الزوجية على جمال الزوجة، ومن الأفضل اختيار الوسط في الجمال عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهياً شديداً ويقول صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة".