هاني الحاج: الوضوء سمة هذه الأمة يوم القيامة بين الأمم محيط إيمان الخشاب الطهارة لها فوائد عظيمة ومنافع للقلوب والأبدان ،فلايتوقف الأمر عند غسل بعض الأطراف للنظافة والطهارة، بل إن هناك حكماً في الوضوء ومصالح لا تخطر على بال كثير من الناس، فلما كانت هذه الأطراف التى تغسل هي محل الكسب والعمل، وهى أبواب المعاصي والذنوب كلها، منها ما يكون في الوجه كالسمع والبصر، واللسان والشم والذوق، وكذلك الأمر في سائر الأعضاء، كان الطهور مكفراً للذنوب كلها. حول الطهارة وثمراتها وفوائدها كان حديث الشيخ هانى الحاج خلال برنامجه "صباح المؤمنين " على قناة الرحمة الفضائية والذى اوضح أن الطهور مكفر للذنوب بشرط الإسباغ ، أخرج الإمام أحمد والنسائي عن عبدالله الصنابحي أنه قال: { إذا توضّأ العبد المؤمن خرجت خطاياه من فيه، وإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، وإذا غسل وجهه خرجت الخطايا من وجهه حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، وإذا غسل يديه خرجت الخطايا حتى تخرج من تحت أظفار يديه، فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه حتى تخرج من أذنيه، فإذا غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه حتى تخرج من أظافر رجليه } ،ولذلك كره بعض العلماء مسح فضل الوضوء من أجل أن تطول مدة خروج الذنوب، ولأنه فضلة عبادة، وقد جاءت إحدى زوجات النبي بمنديل للنبي لما انتهى من وضوئه فرده وأخذ ينفض بيديه. وأوضح الحاج أن من ثمار الوضوء أنه سمة هذه الأمة وعلامتهم في وجوههم وأطرافهم يوم القيامة بين الأمم وليست لأحد غيرهم عن أبي هريرة أنه قال: سمعت النبي يقول: { أن أمتي يأتون يوم القيامة غرلاً محجلين من أثر الوضوء } وفي رواية لأحمد: كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم فيما بين نوح إلى امتك فذكر الحديث. ثم استعرض الحاج ثمرات الوضوء والتى هى : - تنشيطه للجوارح وزيادة في ذهاب الأخلاف التي على البدن، فيقف العبد في طهارة ونشاط، لأن الماء يعيد إليه نشاطه وقوته وحيويته والأبلغ منه الغسل، وقد قال رسول الله لمن أتى أهله ثم أراد أن يعود أنه يتوضأ. - الوضوء سلاح المؤمن، قال عمر رضي الله عنه: إن الوضوء الصالح يطرد عنك الشيطان، ولذا استحب النوم على طهارة -من خصال الإيمان الخفية التي لا يحافظ عليها إلا المؤمن كما أخرج الإمام أحمد من حديث ثوبان عن النبي أنه قال: { لا يحافظ على الوضوء إلا المؤمن } فمن ثمرات المحافظة على الطهارة الشهادة له بالإيمان، وإذا انتهى العبد من الوضوء وختمه بالشهادتين كان موجباً لفتح أبواب الجنة، أخرج الإمام مسلم عن عمر وعقبة رضي الله عنهما عن النبي أنه قال: { ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له ابواب الجنه الثمانية يدخل من أيها شاء } . -إذا نام العبد وهو طاهر دعا الملك له بالمغفرة كلما انقلب في أي ساعة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من بات طاهراً بات في شعاره ملك - وهو الملاصق للجسم من الملابس - فلا يستيقض من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك كما بات طاهراً }، ومن ثم يحصل العبد إذا نام على طهارة على ثلاث خصال، أنه يبات الملك في شعاره، ودعاء الملك له بالمغفره، وأنه إذا مات مات على طهارة مع أن النوم موتة صغرى. -يرفع الله صاحب الطهارة درجات، أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى، قال: إسباغ الوضوء على المكاره }، فإسباغ الوضوء في البرد ولاسيما في الليل رفعة في الدرجات ويباهي الله به الملائكة وينظر الله إلى صاحبه. ومن ثمرات الطهارة العظيمة حب الله للمتطهرين، قال تعالى: {إنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين } طهر بالماء من الحدث، وطهر بالتوبة من الشرك والمعاصي .