أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة في سوريا، أن قوات النظام استعملت المروحيات العسكرية في قصف مدينة تفتناز بإدلب التي تشن فيها عملية عسكرية متواصلة منذ صباح الأمس، فيما أفيد بإعدامات ميدانية في تفتناز وأشير إلى انتشار عشرات الجثث في المدينة التي أعلنها المجلس الوطني منطقة منكوبة. وفي الوقت نفسه أعلنت الهيئة العامة للثورة مقتل نحو 51 شخصاً غالبيتهم في إدلب وسط اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري الحر الذي حاول صد الهجوم على المدينة.
وفي حين بث نشطاء على الإنترنت، شريط فيديو يوضح قيام مروحية عسكرية سورية بإطلاق عدة صواريخ على المدينة، أكد الأهالي الأنباء وتحدثوا عن "مجازر" ارتكبتها قوات الرئيس السوري خلال الحملة.
وشرعت قوات تابعة للنظام منذ ساعات صباح أمس الثلاثاء بالهجوم على مدينة تفتناز الواقعة على بعد نحو 17 كيلو مترا شمال شرق مدينة إدلب شمال سوريا، وسط قصف عنيف وعمليات هدم وسرقة وإحراق منازل واعتقالات.
ووفق الأهالي فقد رافق القصف وصول دبابات إلى محيط البلدة صباح اليوم الأربعاء حيث فرضت حصارا خانقا عليها مع تحليق مكثف للحوامات أعقبه قصف صاروخي منها، في وقت قام به جنود وعناصر أمن بتمشيط المنطقة وسط انقطاع كامل للكهرباء والماء والإبقاء على الاتصالات الأرضية.
وأسفر اقتحام المدينة عن سقوط العشرات من القتلى وجرح عشرات آخرين أكد أهالي المدينة عدم قدرتهم على إسعافهم بسبب حظر التجول والحصار الخانق المفروض على المنطقة مؤكدين أن عدد القتلى فاق 100 شخص خلال اليومين.
كما تخلل الهجوم حملة دهم واعتقال طال العشرات من النشطاء والأهالي، وحرق مايزيد عن 250 منزل وقصف للجامع الكبير والمقبرة الغربية، واقتحام أحد الملاجئ التي تحوي أكثر من سبعين امرأة وطفل، كما تم نهب العديد من المنازل خلال اقتحامها.
وقال أحد أهالي المدينة إن ضابطاً أقدم على قتل حسن غزال البالغ من العمر 83 عاما أمام زوجته وأولاده لرفضه فتح خزانة داخل منزله. كما أكد صحافي من المدينة يعيش خارج البلاد حرق منزله ومنازل عديدة لأقارب له واعتقال ثلاثة منهم على الأقل.
في المقابل جرت اشتباكات عنيفة للجيش السوري والأمن مع عناصر من الجيش الحر في محاولة لصد الهجوم، أسفرت عن تفجير ثمانية دبابات وعربة، وهو ما دفع الجيش النظامي والأمن إلى التراجع واستعمال القصف المروحي.
وفي سياق متصل، أعلن المجلس الوطني السوري تفتناز مدينة منكوبة، مطالباً المنظمات الدولية بتوفير المساعدات العاجلة لها.
وذكر المجلس في بيان له "أننا في المجلس الوطني السوري نعلن مدينة تفتناز مدينة منكوبة تنضم إلى المدن المنكوبة الأخرى" مشدداً على أن ذلك يستدعي تحركاً دولياً فورياً لإجبار النظام على سحب دباباته وإيقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة ضمن رده على مبادرة كوفي عنان التي تعكس استجابة النظام لها.
وطالب المجلس الوطني في بيانه منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن "الشهداء" والإفراج عن المحتجزين من النساء والأطفال في الملاجئ.
كما طالب دول الجوار خاصة تركيا بتوفير نقاط طبية عاجلة على الحدود التركية لاستقبال الجرحى القادمين من المدينة، داعياً إلى التطبيق الفوري لما جاء في قرارات مؤتمر أصدقاء سوريا لإنقاذ الشعب السوري وما تبقى من المدن السورية.