عزة عبد الحميد ،طالبة الثانوي ، الفائزة في مسابقة الاتحاد الأوروبي( للعلماء الشباب )عن مشروعها إعادة المخلفات البلاستيكية إلي مشتقاتها الأولي لإنتاج مواد بترولية وفقاً لما ذكرته أثناء استضافتها ببرنامج (أخر كلام ) . قد كان لي فرحتان، الأولي بإعلام هادف واعي يقدر قيمة العلم و العلماء، و الثانية بفتاة السادسة عشر التي استطاعت أن تبدع و تبتكر حلول غير تقليدية منخفضة التكاليف لمشاكل متوطنة بالمجتمع.
من هذا المنطلق ، المسؤولية تجاه الوطن ، العقول المبدعة القادرة علي حل أكثر المشاكل تعقيدا بالعلم ، مستخدمه إمكانات البيئة المتاحة بتكاليف زهيدة لا تثقل موازنة الدولة ،و إعلام واعي بدورة في تسليط الضوء علي هذه النماذج الناجحة لخلق رأي عام مؤيد و مطالب بتطبيق تلك المشاريع بشكل عملي .
بكل فخر أقدم لكم مشروع (الريف الجديد و فلاح الصحراء)، و هو مشروع قائم بالفعل بمحافظتي أسيوط و الفيوم، حدثني عنه مجدي سيدهم ، خبير التنمية البشرية ،و المدير التنفيذي للمصرية للتنمية الشاملة ، قائلا : للأسف نعيش داخل مصر علي حوالي 4%فقط من مساحة الأرض ، و الباقي صحراء لدينا الكثير من الرمال و الحجر الجيري ،علينا استغلالها والعمل على إعادة التوزيع السكاني بالتعامل مع عبقرية المكان.
أغزوا الصحراء بالاعتماد علي الإنسان، و التراث الحضاري، وإعادة تدوير المخلفات مستغلا الصرف و القمامة و الفضلات لإنتاج سماد بلدي عال الجودة ، و غاز (البايوجاز) الموفر جدا للطاقة.
نراعي أيضاً زراعة النباتات التي تساعد علي ترشيد استخدام المياه، إعادة توجيه الفائدة تجعل المواطن يحافظ علي المنتج وبذلك أغير رؤية المواطن لمخلفاته ،
يعتمد المشروع علي إمكانات البيئة الصحراوية ، تم استخدام الحجر الجيري في بناء المنازل ،و الرمال، و مخلفات الصرف الصحي و القمامة و روث الحيوانات لإنتاج ،الطاقة و السماد بواسطة وحدات (البيوجاز) ،و هي عبارة عن حفرة عميقة بشكل و مقاييس معينة فتتفاعل المخلفات مع الرمال فينتج غاز (البيوجاز) الموفر للطاقة ، الذي يقضي علي الأعشاب الضارة ،و يقضي علي الحشرات ،و بويضات الآفات الضارة بالمحاصيل الزراعية ،و بالتالي نقلل من إصابة النباتات ،كما إنها تُخرج مادة عضوية لا يعف عليها الذباب ،
بذلك أُحسن الإنتاجية و التربة و أقلل من الإصابة ، أحقق انتشار زراعي بدون تكلفة مادية تذكر، و في نفس الوقت يتم القضاء على القمامة نهائيا بإعادة تدويرها و الاستفادة منها ،و نوفر التكاليف الباهظة التي تنفق علي شبكات الصرف الصحي ،لان مخلفات الصرف ستكون المادة الخام لإنتاج الطاقة .
ما نسعى إليه هو تقليل التكلفة و العبء الاقتصادي علي الدولة و الحفاظ على بعض مدخرات البلد وتوجيهها إلى بناء المدارس وشق الطرق ، و تطوير التعليم ،و التأمين الصحي .