رفضت سلطة الطاقة في قطاع غزة اليوم الاثنين تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض فيما يخص أزمتي الكهرباء والوقود، ووصفتها بانها تضليل للرأي العام وتزوير للحقائق وتحريض على حكومة غزة. وحسب بيان ل طاقة غزة فإن أزمة الوقود في القطاع بدأت عمليا عام 2008 بإيعاز من سلام فياض للاتحاد الأوروبي بإيقاف توريد الوقود لمحطة التوليد في غزة الذي كانت تستفيد منه لأكثر من عشر سنوات، وذلك لتستفيد حكومة رام الله من الدعم المالي الأوروبي على حساب إغراق غزة بالظلام وحرمانها من وقود المحطة. ونفت سلطة الطاقة في غزة تصدير الأزمة لمصر،وأكدت أن فاتورة الكهرباء الإسرائيلية المقدمة للقطاع يتم تغطيتها من عوائد ضرائب البضائع عبر معابر غزة والتي تستقطعها سلطات الاحتلال لصالح حكومة رام الله، "وليس من خزينة رام الله حسبما ذكر فياض، وهي بقيمة 37 مليون شيكل فقط (الدولار يساوى 7ر 3 شيكل)و ليس 50 مليون حسب تصريحاته، منها 5 ملايين ضرائب إلى وزارة المالية في رام الله. وأشارت سلطة الطاقة في غزة إلى أن وزارة المالية في رام الله تستقطع من رواتب الموظفين التابعين للسلطة فى القطاع حوالي 13 مليون شيكل شهريا منذ 14 شهرا ولم تسلمها لشركة التوزيع في غزة منذ ذلك الحين، لافتة إلى أن الهدف كان من اتفاق الاستقطاع بين حكومة غزة وحكومة رام تغطية تكاليف الوقود إلا أن حكومة فياض تراجعت عن ذلك ولا زالت تمنع توريد هذه الأموال في مشاركة واضحة في صنع الأزمة في غزة. وبينت سلطة الطاقة أن إدارة شركة الكهرباء فى غزة لم تمنع أي تدقيق أو استعلام على حساباتها البنكية، كما أن حسابات الشركة في البنوك المحلية مكشوفة لسلطة النقد في رام الله.
وحسبما ذكرت سلطة الطاقة فى غزة اليوم فان هناك فساد مالي وإداري في آلية تحويل المنح إلى غزة، محذرة من خطورة الأمر حين كشفت أسماء كان لها دور في الفساد المالي. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض قد طالب شركة كهرباء غزة بضرورة الالتزام باتخاذ سلسلة من الإجراءات، أهمها آلية التوزيع، وآلية تحصيل الفواتير والرقابة على حساباتها البنكية، وأن يسمح لها بالقيام بذلك عوضا عن استمرار حركة حماس في وضع العراقيل، بما في ذلك الاستثناءات من الجباية الممنوحة دون أي مبرر أو مسوغ قانوني. وقال فياض ان ما تم ادخاله لقطاع غزة من سولار يوم الجمعه الماضي هو حل مؤقت، وإمكانية تحويله إلى حل دائم مرهونة بقيام شركة توزيع كهرباء غزة بتغطية كامل تكلفة الوقود. ومن جانب اخر قالت وزارة الصحة في حكومة غزة اليوم الاثنين أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعدتها بتوفير 150 ألف لتر من الوقود ، فيما حذرت من أن هناك ثلاث حالات من الأطفال الرضع داخل قسم العناية المركزة باحد المستشفيات يتهددهم الموت في أي لحظة جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي. وتوفي الطفل الرضيع محمد عبد الحليم الحلو (7 أشهر) مساء الجمعة بعد انقطاع التيار الكهربائي عن جهاز التنفس الخاص به بشكل مفاجئ. ومن جانبها حذرت كتلة الصحفي الفلسطيني من أن استمرار أزمتي الكهرباء والوقود سيؤدي إلى شل عمل المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة، الأمر الذي من شأنه أن يفضي إلى التعتيم على معاناة المواطنين المتفاقمة. وقالت الكتلة في بيان ان هذا يتيح المجال لإطالة أمد الأزمة التي يتجرع خلالها سكان القطاع صنوف المعاناة وتجعلهم عرضة لمآسي إنسانية على صعد مختلفة.