يأمل سكان قطاع غزة فى استمرار ضخ الوقود لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة بالقطاع ،بعد أن قضوا أمس الجمعة ساعات طوال تعدت ال 14 ساعة فى ظل تيار كهرباء متواصل وهو ما افتقدوه لأكثر من شهر نظرا لتوقف محطة الكهرباء لشح الوقود. يقول "ابو وائل " من سكان مدينة غزة أن مولد الكهرباء الذى يمتلكة التقط انفاسه أمس لفترة طويلة وذلك لاول مرة منذ عدة اسابيع ، وكمية البنزين التي يخزنها خفف السحب منها ، الا انه قلق من ان ازمة نقص الوقود فى القطاع مازالت متواصلة بشكل عام ، معربا عن أملة فى حل جذري لهذه المشكلة التي باتت تؤثر على كافة مناحى الحياة فى القطاع . وتم أمس ضخ 900 الف لتر من السولار لمحطة توليد كهرباء غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي يخضع للسيطرة الاسرائيلية جنوب قطاع غزة وذلك بجهود مصرية مكثفة مع جميع الأطراف ساهمت فى عودة عمل بعض القطاعات .
فقد استأنف بعض المخابز الكبرى فى مدينة غزة العمل بعد توقف خلال الايام القليلة الماضية نتيجة نقص السولار ،كما اختفت الطوابير امامها وتوفر الخبز بشكل كبير. وقال عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز إن المخابز بغزة عادت للعمل الطبيعي لتغطية احتياجات المواطنين من الخبز بعد تعهد حكومة حماس بغزة توفير احتياجاتها من الوقود ،ودعا العجرمي المواطنين الى عدم التجمهر امام المخابز مؤكدا ان الاشكالية في طريقها للحل. وكانت جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة قررت امس تقليص ساعات العمل بالمخابز إلى النصف بسبب أزمة الوقود والكهرباء التي تعصف بالقطاع .
وقال الناطق باسم حكومة حماس بغزة طاهر النونو لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط فى غزة ان ما تم ضخه وهو نحو 900 الف لتر من السولار تكفى لمحطة توليد الكهرباء ليومين فقط امس الجمعه واليوم السبت ،منبها الى ان الازمة مازالت مستمرة ولاندرى ماذا سنفعل فى الايام المقبلة خاصة وان معبر كرم ابو سالم مغلق اليوم .
واكد الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة أدهم أبو سلمية ان الازمة ما تزال مستمرة لدى القطاع الصحى مؤكدا عدم تلقي سيارات الإسعاف أي كميات وقود كما ذكرت بعض وسائل الإعلام، رغم كل النداءات التي أطلقتها اللجنة.
ودعا أبو سلمية وسائل الإعلام إلى ضرورة تحري الدقة وعدم اللعب بأعصاب الناس، وقال إن المطلوب تضافر كل الجهود لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية. وأكد على أن الوضع الإنساني أخذ في التدهور بسبب النزيف الحاد فيما تبقى لدينا من وقود والخدمات الصحية برمتها مهددة بالتوقف في غضون أيام بسبب النقص الحاد في الوقود والانقطاع المستمر للكهرباء. وأضاف أن أكثر من 60% من الخدمات الإسعافية توقفت بشكل كامل بسبب نفاد الوقود، ونعمل الآن وفق خطة طوارئ لمواجهة الأزمة، بالتعامل مع الحالات الطارئة فقط في الوضع الطبيعي محذرا من أي عدوان إسرائيلي على القطاع قد يجعلنا عاجزين عن العمل.
واشار الى وفاة طفل بعد انقطاع التيار الكهربائي عن جهاز التنفس الخاص به بشكل مفاجئ موضحا ان الطفل محمد عبد الحليم الحلو (7 أشهر) كان مولودا بعيب خلقي ويحتاج إلى جهاز موصول من خلال الرقبة بالقصبة الهوائية يعمل على شفط البلغم ويساعده علي التنفس. واعتبر ان الطفل الحلو أول ضحايا أزمة الكهرباء والوقود، منوها بأن القطاع الصحي مهدد بالانهيار في ظل النقص الحاد للأدوية في قطاع غزة.
ومن جانبها أعلنت حكومة حماس غزة اليوم السبت عن تشكيل لجنة لمنع تداول المحروقات في السوق السوداء، وملاحقة محتكري الوقود والمحروقات، وضمان توزيع كميات الوقود المحدودة التي تتوفر من وقت لآخر على المواطنين عبر المحطات. ودعت حماس المواطنين في قطاع غزة الى الصبر والتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة التي تسعى للتخفيف من آثار وتداعيات الأزمة على الأوضاع المعيشية.
وحذرت الحكومة مروجي الشائعات ومثيري الفتن في هذا الوقت الحرج واكدت أنها ستضرب بيد من حديد على كل من يقوم ببث الشائعات بين المواطنين وفق مخطط يستهدف زعزعة أمن واستقرار القطاع كما تعهدت بتوفير المعلومات وتوضيح الحقائق وكشف البيانات المتعلقة بالأزمة ووضعها أمام الرأي العام أولا بأول. ونفت حكومة حماس اتهامات باستغلال الوقود لصالحها، وشددت أن الكميات المحدودة التي تتوفر من المحروقات يتم توجيهها لصالح القطاعات الأكثر إلحاحا فيما يتم توزيع حصص منه على المحطات لتلبية حاجة المواطنين. واتهمت حكومةحماس بشكل مباشر السلطة الفلسطينية في رام الله بانها وراء ازمة الكهرباء فى القطاع لاثارة الجماهير ضدها.