إغتالت المقاتلات الاسرائيلية ضمن سلسة عملياتها المتواصلة حاليا على قطاع غزة قائدا مهمها فى المقاومة الفلسطنية، هو الشيخ زهير القيسى (48 عاما) الامين العام للجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكرى ألوية الناصر صلاح الدين فى عملية رحبت بها الصحافة الاسرائيلية، وقالت انه كان هدفا للاغتيال لوقوفه وراء عملية ايلات التى قتل فيها 8 إسرائيليين وهو مانفته مرارا اللجان. ويعد القيسى الأمين العام الثالث للجان المقاومة بعد تصفية اسرائيل لامينيها السابقين كمال النيرب "أبو عوض 43 عاما" الذي إستشهد في قصف على منزل فى رفح جنوبغزة بعد ساعات قليلة من عملية ايلات، والامين الاول المؤسس الشهيد جمال ابو سمهدانة "أبو عطايا" الذى استشهد فى قصف على موقع تدريب للمقاومة فى يونيو 2006 . وفتحت عمليات الاغتيال المتلاحقة لقادة لجان المقاومة التساؤل حول أمينها العام الجديد الرابع، وهل ستفصح اللجان عنه بشكل علنى ام سيظل محصورا داخل التنظيم نفسه حتى لايستهدف. وقال مسئول كبير فى اللجان لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط بغزة إن لجان المقاومة لن تعلن هوية الأمين العام الجديد للجان الذي سيجري اختياره لضمان الحفاظ على حياته حتى لايستهد ف من قبل العدو الاسرائيلي. وكما يعتبر الشيخ زهير القيسى من سكان حي تل السلطان غرب مدينة رفح تخرج وعمل مدرسا للرياضيات في مدارس الأونروا لكنه قدم استقالته لينتقل الى خندق المقاومة التي كانت تتطلب منه المزيد من الوقت، واعتقل لدى سلطات الاحتلال ثلاث مرات. وتوقع المحلل السياسي أكرم عطا لله ان يتم اختيار الامين الجديد للجان المقاومة بعد انتهاء العمليات الاسرائيلية على قطاع غزة، وتوقع ان يتخذ الامين العام الجديد احتياطات امنية أكثر دقه ومختلفة عن سابقيه.
ونبه المحلل السياسي اكرم عطا الله فى تصريحات لمراسل وكالة انباء الشرق الاوسط الى ان لجان المقاومة الفلسطينية تنظيم عسكري محض ويحسب له انه اول تنظيم فجر الدباية الاسرائيلية "مركفاه 4 " التى كان يفخر بها الجيش الاسرائيلي من خلال زرع الالغام تحتها. وعادة ما تسارع اسرائيل الى اتهام لجان المقاومة بانها هى التي تقف وراء اطلاق قذائف الهاون على المستوطنات الواقعه جنوب اسرائيل. وأشار عطا الله الى ان الامين العام الاول للجان جمال ابو سمهدانة هو الذى خطط لأسر الجندى الاسرائيلي جلعاد شاليط والتى عرفت باسم عملية "الوهم المتبدد" وذلك من خلال حفر نفق، ووصلت اسرائيل معلومة عن عزم ابو سمهدانه تنفيذ عملية كبيرة، الا انها لم تعرف طبيعة هذه العملية فاغتالته قبل أسر شاليط باسوعين. وتأسست لجان المقاومة الفلسطينية فى 28 سبتمبر من عام 2000 على يد مجموعة من الشباب الفلسطيني الذين كانت لهم مواقع ريادية في تنظيماتهم قبل الانتفاضة، إلا أنهم عملوا باستقلالية عن جميع تلك التنظيمات . وتضم حاليا نشطاء مسلحين من فصائل مختلفة تراقبها اسرائيل بدقة واغتالت العديد من عناصرها منها محمود حنني نائب الامين العام للجان الذى استشهد قبل ايام قليلة، وسبق ان استهدفت الشيخ زهير القيسى في يناير الماضي بغارة على منزلة، الا انه نجا منها حتى اغتالته يوم الجمعه الماضي، واستطاعت اللجان أن تحظى بحضور شعبي وامتداد فى فلسطين وأوساط اللاجئين الفلسطينيين فى الخارج. وقالت صحيفة يديعوت احرونوت ان القيسي هو القائد الثالث للجان المقاومة الذي يصفى في السنوات الستة الاخيرة ، وخليفته حتى لو لم نعرف بعد هويته من غير المتوقع ان يحتاج الى مهلة زمنية كي يعيد تنظيم نفسه. وأعلن الجيش الاسرائيليي عقب اغتيال القيسي أنه كان يخطط لتنفيذ عملية كبرى ضد اهداف اسرائيلية خلال فترة زمنية قريبة. وأضاف ان القيسي واحد من العقول المدبرة لهجوم ايلات في اغسطس 2011، التي قتل فيها ثمانية اسرائيليين على الطريق السريع رقم 12 الذي يمتد على طول الحدود بين اسرائيل ومصر. واكدت لجان المقاومة ان العدو الاسرائيلي باغتيال الامين العام زهير القيسي فتح على نفسه ابوابا من الجحيم والثار المتواصل وان ردها سيكون بحجم الجريمة البشعه، واعلنت عن اطلاق حملة "صاح النفير "التى استهدفت من خلالها جنوب اسرائيل بعشرات الصورايخ. والذراع العسكري للجان المقاومة هى ألوية الناصر صلاح الدين التى كان أول فصيل استخدم القوة العسكرية منذ بدء الإنتفاضة الجديدة وكانت أولى عملياته حين ذاك إقتحام مستوطنة (كفار داروم) اليهودية المقامة وسط قطاع غزة وقت احتلال غزة وتمكن مقاتلوها حينها من قتل ثلاث جنود إسرائيليين فيما استشهد منفذ العملية. ونجحت الالوية في تفجير الدبابة الميركافا 4 والتي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية والدبابة الأكثر تقدما وتحصينا في العالم ثلاث مرات على التوالي في أقل من عامين وقتل من فيها. ووصفت هذه العمليات بالأخطر ضد الاحتلال الإسرائيلي كونها استهدفت معنويات جنوده الذين كانوا يظنون أنهم أكثر أمنا مع هذا السلاح الفتاك. ويقول محللون سياسيون إن لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري ألوية الناصر يتبنون الفكر الجهادي العالمي (السلفية الجهادية). وقال الشيخ القيسي فى رسالة وجهها لعناصر المقاومة قبل استشهاده بأيام قليلة "إن الله قد من على المجاهدين في فلسطين أن فهموا طبيعة الصراع وأصبح لديهم يقينا بأن الجهاد ضد المحتل اليهودي الغاصب هو الطريق للنجاة من المسئولية أمام الله وهو السبيل الوحيد لاستعادة الأرض وتحرير المقدسات". وتابع "رغم الحصار الشديد الذي يعاني منه أهل فلسطين في الضفة أو في غزة ورغم شدة التآمر فإن صوت المجاهدين لازال هو الصوت الأول وأن كلمة الفصل الأخيرة لن تكون إلا للمجاهدين".