أكد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إنه لن يقبل باستخدام المسلمين ك "كبش فداء" في الحملات الانتخابية الرئاسية الحالية في فرنسا. وقال الشيخ محمود الموسوي رئيس المجلس، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء - "إنه في دولة علمانية.. فإن الدولة والعلوم لا يحددان الممارسات الدينية للعبادة، مشيرا إلى أن القيد الوحيد يتمثل في النظام العام للدولة".
جاء ذلك تعليقا على دعوة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمس للمسلمين واليهود في فرنسا بالتراجع عن "تقاليد أسلافهم" فيما يتعلق بطريقة ذبح الماشية، والتي تأتى وسط الجدل الذي أثير مؤخرا في الأوساط السياسية والحزبية حول تداول اللحوم الحلال (المذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية) في البلاد.
وأعرب الموسوي عن تحفظه على تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى والتي اقترح فيها أن يتم وضع علامة للتمييز بين اللحوم المذبوحة وفقا للشريعة الإسلامية واللحوم الأخرى، مشيرا إلى أن هناك بعض المؤسسات التي تسعى لاستغلال هذه العلامات من أجل وصم مسلمي ويهودي فرنسا.
وأوضح أن ذبح الماشية وفقا للشريعة الإسلامية لا يقوم على تعذيب الماشية. وكان رئيس الوزراء الفرنسي قد قال أمس "إن تقاليد الذبح التي كان يطبقها الأسلاف لم تعد صالحة اليوم.. ونحن في دولة حديثة".
ومن ناحيته، أعرب ريتشارد باسكويه رئيس مجلس الهيئات اليهودية بفرنسا عن صدمته من تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي، قائلا "إنه حتى وإن كانت هذه التصريحات تمثل وجهة نظر فيون الشخصية فإنه لا ينبغي أن يصرح بها بصفته رئيسا للوزراء لأننا في دولة تفصل الدين عن الدولة".
وتعيش فرنسا هذه الأيام على وقع جدل سياسي قوي وذلك بعد إثارة زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف مارين لوبين المرشحة للانتخابات الرئاسية القادمة لموضوع الانتشار الواسع للحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية.
وتتذرع لوبين في الحملة الشرسة التي تقودها ضد انتشار اللحوم "الحلال"، بالمعاناة التي تتعرض لها الحيوانات المذبوحة على الطريقة الإسلامية، معتبرة أن في الأمر اعتداء على حرمة هذه المخلوقات التي تنص القوانين الفرنسية والأوروبية على حمايتها.
وأشارت إلى أن غالبية الفرنسيين يتعرضون للغش في مشترياتهم المتعلقة باللحوم، متهمة الزعماء السياسيين الفرنسيين بالكذب على الشعب الفرنسي، لافتة إلى بروز سلوكيات تمس أسس الجمهورية الفرنسية كإقامة الصلاة في الشوارع والأماكن العامة وانتشار اللحوم "الحلال".
وقد زادت حدة الجدل بعد التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية الفرنسي كلود جيان حول حق الأجانب في التصويت في الانتخابات البلدية القادمة، مما خلق موجة جديدة من الجدل بين الأحزاب السياسية.
وقال جيان - المقرب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزى والذي يخوض حملة انتخابية للفوز بولاية أخرى - "إن تصويت الأجانب في الانتخابات البلدية سيؤدى إلى أن تكون الأغذية واللحوم "الحلال" إجبارية في الأسواق".