تناولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثننين عدة قضايا وكان من اهم ما تناولته ما كتبه أفي شلايم في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى العلاقة بين إسرائيل والعرب نزاعا مستمرا بين قوى النور وقوى الظلام، وذك حسبما كتب شلايم. ويقول كاتب المقال إن نتنياهو يقرأ التاريخ الإسرائيلي بطريقة انتقائية، وإن الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يترأسها هي حكومة تعصب قومي، والأكثر رجعية وعنصرية في تاريخ إسرائيل، وتهدف إلى إعادة رسم حدود إسرائيل الكبرى.
أما رئيس الحكومة، نتنياهو، فلا يؤمن بالتعايش، بل يريد الحفاظ على الوضع الحالي إلى الأبد.
وبالرغم من أن حكومة نتنياهو قد انتخبت بشكل ديمقراطي إلا أن إعطاءها الأولية للاعتبارات القومية على حساب الأخلاق والشرعية الدولية وباعتمادها على القوة للسيطرة على شعب آخر فإنها تخاطر بإمكانية الانحراف نحو الفاشية، وفقا للكاتب.
ويكرر أوباما دائما أن العلاقة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة لا يمكن فضها، ولكن إذا كان هناك من يستطيع فضها فهو نتنياهو، كما يقول كاتب المقال.
في بداية فترته الرئاسية حدد أوباما "تجميد النشاطات الاستيطانية" كشرط لنجاح العملية السلمية التي ترعاها الولاياتالمتحدة، وقد كانت هناك ثلاث مواجهات بينه وبين نتنياهو حول الموضوع، انتهت كلها بتراجعه، حسب ما يرى الكاتب.
ويعتقد الكاتب أن التهديد الرئيسي للسلام العالمي ليس مصدره إيران بل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وأن سبب العداء العربي والإسلامي للولايات المتحدة هو القمع الإسرائيلي للفلسطينيين والتواطؤ الأمريكي.
واختتم الكاتب مقاله بالسؤال التالي: إذا لم يتصد أوباما لنتنياهو دفاعا عن المصالح الأمريكية الحيوية فسيتصدى لمن ؟ إن مصداقيته كزعيم للعالم الحر على المحك.
وتحت عنوان كلام فضفاض كثير عن الحرب ، نطالع في صحيفة "الجارديان" تقريرا أعده كريس ماغريل مراسل الصحيفة في واشنطن عن الكلمة التي ألقاها اوباما في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة باسم "أيباك"، يحمل عنوان "كلام فضفاض كثير عن الحرب".
وقال أوباما في كلمته إنه يفهم أن لا حكومة إسرائيلية تستطيع قبول امتلاك إيران لأسلحة نووية، لذلك فهو يفهم العبء الذي يثقل كاهل القادة الإسرائيليين، لكن وبسبب حساسية الموضوع يجب أن لا يكون هناك الكثير من الكلام "الفضفاض" عن الحرب، فقد انتفعت الحكومة الإيرانية بكلام مثل هذا أدى إلى رفع أسعار النفط.
وأكد أوباما في المؤتمر أن كل الخيارات على الطاولة وإنه لن يتردد في استخدام القوة إذا ما تطلبت مصالح الولاياتالمتحدة ذلك، لكنه يرى أن هناك ضرورة لمنح العقوبات فرصة.
وحول عزلة إسرائيل ، كتب مراسل صحيفة "الفاينانشال تايمز" في القدس توبياس بك مقالا بعنوان "إسرائيل تجد نفسها معزولة فيما يتعلق بطهران".
يلاحظ كاتب المقال أن إسرائيل انتقلت من الصفوف الخلفية الى الصف الأمامي في المواجهة مع إيران مؤخرا.
حين كان الأمر يتعلق بعقوبات ضد إيران كانت دول أخرى تبادر وتتخذ إجراءات وتنفذ عقوبات، أما الآن والحديث يدور حول عمل عسكري فقد سمح لإسرائيل بأن تتقدم الصفوف، كما تقول إميلي لانداو من مركز البحوث الإستراتيجية في تل أبيب.
إسرائيل الآن في عزلة في موقعها المتقدم، وهي تتعرض لضغوط دبلوماسية أيضا، كما يلاحظ الكاتب، فقد تلقت تحذيرات من عدة دول بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بأن لا توجه ضربة إلى إيران.
وترى لانداو أن المعادلة قد انقلبت الآن، فالولاياتالمتحدة تقوم بكبح جماح إسرائيل لا إيران.
ويلاحظ كاتب المقال أن التصريحات الإسرائيلية النارية ساهمت في خلق هذا الوضع، وإن كانت قد ساهمت أيضا في الضغط على الغرب من أجل فرض العقوبات على إيران.