بعد تكرار حوادث معديات الموت فى محافظه أسيوط والتي تحصد ارواح الابرياء الذين لا ذنب لهم سوي ركوب معديات قديمة ومتهالكة ,كان لابد من فتح هذا الملف لنقل معاناه يواجهها أكثر من 3 مليون مواطن فى القرى الممتدة علي طول ضفة نهر النيل نظرا لحاجتهم الملحة والمتكررة للانتقال ,في ظل تقاعس المحليات وشرطة المسطحات المائية والانقاذ النهري عن ضبط المعديات المخالفة وعدم إلزام العاملين علي هذه المعديات بالعدد المقرر لكل معدية. ويوجد بمحافظه أسيوط 121 وحدة نهرية و110 عبارة ولنشا اهليا و862 لنشا حكوميا منها 97 مرخصة بينما يوجد 56وحدة غير مرخصة,اما المراسي فهناك 12 مرسي بمراكز اسيوط بجانب مدينة اسيوط و توجد 5 مراسي سياحية . اشار مصطفى حسين –من قريه بنى قره فى مركز منفلوط الى وجود العديد من الوحدات النهرية المرخصة وغير المرخصة بفرع نهر النيل ,فى الوقت الذى نجد فيه المتابعة على المعديات غير المرخصة وهمية وغير جادة ما يؤدى الى حدوث كوارث يروح ضحيتها الأبرياء في عرض النيل والترع ,كما نعانى من بطء انتقال الشرطة النهرية من أماكن تمركزها وعدم وجود وحدات انقاذ نهري أو نقاط مسطحات مائية . ولفتت ثريا محمود- من قريه دشلوط ,انه بالرغم من انفاق ملايين الجنيهات علي كورنيش النيل الا أن المعديات لا زالت تعمل بطريقة بدائية ويقودها صبية لايعرفون القيادة بل وان بعضهم يدخل في مسابقات للوصول الى البر الثاني مع قرنائه للفوز بالحمولة أو بغرض المزاح لا اكثر ,ويعرض الركاب للغرق و لايقتصر الامر على نقل المواطنين فقط في المراكب والمعديات بل يتم وضع المواشي والدواب معهم ,واضافت ان المعديات تفتقد لكل ضوابط السلامة الملاحية ولا توجد بها أدوات انقاذ مع عدم التزامها بالحمولة . وقال محمد دياب –مركز ساحل سليم: نضطر يوميا للذهاب الي أعمالنا وأبنائنا الي مدارسهم عن طريق هذه المعديات،والمسئولون يعرفون أن هناك قصورا وإهمالا,و عدم وجود كباري كافية تربط ضفتي النهر , ومع ذلك يلتزمون الصمت,فمع كل كارثة يبدأ الحديث عن خطط التطوير وتخصيص الميزانيات وتشديد الرقابة,ومحاسبة المسئولين عن الاهمال وبعد ايام قليله تهدأ التصريحات وكأن شيئا لم يحدث! يشير محسن مرسى - من قريه الواسطى فى مركز الفتح ,ان القائمين على هذه المعديات يتعمدون تحميل أكثر من40 فردا في المعدية الواحدة رغم أن سعتها 10 ركاب فقط وهو ما يؤدي الي العديد من المشاكل والكوارث, فمعظم المعديات المستخدمة ما هي الا قوارب صغيره لا تتعدى 7 أمتار وعرضها مترين وتعمل بمحركات ضعيفة للغايه. يقول احمد صقر – صياد ,أن الوضع قد ازداد سوءا عقب ثورة25 يناير حيث يقوم أصحاب المعديات والعاملون عليها بتحميل العشرات في المعدية رغم إنها متهالكة ولا تصلح للإبحار بين القرية ومدينة اسيوط والعكس, ورغم إنها لا تسع لاكثر من عشر ركاب فقط ويتم الزج باعداد اضافيه من الركاب داخل هذه المعديات المخالفة في ظل غياب الرقابة والمتابعة. واشارالدكتور عبد العزيز خلف -عضو مجلس الشعب, إن الوضع أصبح خطيرا وعلي جميع المسئولين سرعة التحرك لإنقاذ اهالى المحافظه من ركاب هذه المعديات قبل وقوع الكارثة ,وطالب بإنشاء عدد من الكباري العلوية وإصلاح الطرق التي تربط بين القري والمراكز مع تعيين حراسة دائمة بمكان عمل المعديات المخالفة لضبط هذه المعديات وعدم السماح لها بالعمل وإلزام المعديات المرخصة بالعدد المسموح به لكل معدية ,مع ضروره التفتيش الدائم عليها لضمان سلامتها وسلامة الركاب خاصة أن هذه المعديات تقوم بنقل البضائع والركاب بين القري والمدن بصفة دائمة .