تبدأ غدا الاثنين اجتماعات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية " أي ايه إي أيه "، بمقر منظمة الأممالمتحدة بالعاصمة النمساوية فيينا ، برئاسة مدير عام الوكالة الياباني يوكيا أمانو لبحث عدد من القضايا الهامة المتعلقة بأنشطة الوكالة تتصدرها مناقشة المجلس لتقرير مدير عام الوكالة الخاص بتنفيذ الدول الأعضاء لبنود اتفاقية الضمانات الشاملة لمنع الانتشار النووي " إن ب تي ". يستهل مدير عام الوكالة اجتماع اليوم الأول بتقديم بيان استهلالي أمام الدول الأعضاء في المجلس، المكون من 35 دولة، يعرض فيه الخطوط العريضة لتقريره السري الخاص بتطبيق الدول لاتفاقية الضمانات الشاملة لمنع الانتشار النووي الذي تم توزيعه بالفعل على الدول الأعضاء في المجلس للاطلاع عليه ودراسته قبل مناقشته أثناء الاجتماعات.
وأشار البيان الرسمي الصادر عن هيئة الطاقة الذرية اليوم إلي أن جدول أعمال الاجتماع يتضمن بحث مسألة النقل الآمن للنفايات النووية ، كما سيقدم مراجعة شاملة لخطة الوكالة للسلامة النووية للعام الجاري 2012 ، إضافة إلي بحث عدد من القضايا الهامة المرتبطة بأنشطة الوكالة في مجالات تكنولوجيا العلوم النووية والتطبيقات السلمية لاستخدامات الطاقة الذرية.
ويكتسب اجتماع هيئة الطاقة الذرية غدا اهتماما خاصا على ضوء التوتر المتزايد في العلاقات الإيرانيةالغربية بسبب برنامجها النووي ، حيث يركز الاجتماع على مناقشة تقرير مدير عام الوكالة الخاص بتطبيق اتفاقية ضمانات الوكالة الشاملة لمنع الانتشار النووي في إيران وتفاصيل الزيارتين اللتين قام بهما فريق خبراء متخصص من الوكالة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين إلى إيران في محاولة للتوصل إلى حل لعدد من المسائل العالقة الخاصة بالأبعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني ، وهما الزيارتين اللتين أكدت الوكالة ، في بيان صدر عنها في وقت سابق، فشلهما بسبب عدم سماح السلطات الإيرانية لفريق الوكالة بالدخول إلى موقع " برشين " العسكري.
ومن المقرر أن اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم غد ملف موقع دير الزور السوري الذي ما زال مطروحا على طاولة اجتماعات المجلس بسبب عدم تعاون السلطات السورية لمساعدة الوكالة في التأكد من طبيعة المنشأة التي دمرتها القوات الجوية الإسرائيلية عام 2009 تحت زعم أنها مفاعل نووي تحت الإنشاء، فضلا عن مناقشة تطبيق اتفاقية الضمانات الشاملة لمنع الانتشار النووي في كوريا الشمالية ومراجعة جميع القرارات السابقة عن مجلس محافظي الوكالة ومجلس الأمن الخاصة بكل من إيران وكوريا الشمالية.
ويتوقع الخبراء المتابعون للملف النووي الإيراني بالعاصمة فيينا أن يشهد اجتماع الغد ممارسة ضغوط شديدة على إيران بسبب فشل خبراء الوكالة في تحقيق نتائج إيجابية تعيد ثقة المجتمع الدولي إلي سلمية البرنامج النووي الإيراني ، حيث توقع البعض طرح الدول الغربية الأعضاء في المجلس بالتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لمشروع قرار يدين إيران ويزيد من الضغوط المفروضة عليها مما يفسح المجال أمام فرض المزيد من العقوبات عليها من قبل مجلس الأمن.
وفي نفس السياق ولكن على صعيد منفصل نقلت وكالة الأنباء النمساوية " إيه ب إبه " اليوم خبرا نشرته جريدة " العالم يوم الأحد " الألمانية ذكرت فيه أن دوائر أمنية غربية تعتقد أن كوريا الشمالية أجرت تجربتين سريتين لرأسين نوويين تم تزويدهما بمادة اليورانيوم عام 2010 لصالح إيران.
ونقلت الجريدة عن رئيس مجلس التخطيط بوزارة الدفاع الألمانية " هانس روال " قوله" إن عددا من أجهزة الاستخبارات الغربية تتوقع أن واحدة على الأقل من التجربتين قام نظام بيونج يانج بإجرائها لصالح إيران ، وأن هذه المعلومات تعد مؤشرا علي أن إيران قد قامت ببناء رأس نووي واختبرته بالتعاون مع كوريا الشمالية".
كما أفادت الجريدة الألمانية أن بيانات التجربتين النوويتين تستند إلى المعلومات المسجلة من قبل منظمة الحظر الشامل لإجراء التجارب النووية " س ت ب ت أو " بناء على البيانات التي رصدته محطات الاستشعار التابعة للمنظمة في كل من كوريا الجنوبية ، واليابان ، وروسيا ، مع نقل الجريدة لتأكيد عالم الفيزياء السويدي " لارس ديجير " أن كوريا الشمالية استخدمت في هاتين التجربتين مادة اليورانيوم المخصب بدلا من مادة البلوتونيوم الذي استخدمته في التجربتين السابقتين التي قامت بإجرائهما عامي 2006 ، 2009.