واشنطن - أ ش أ: اعتبرت صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية اليوم السبت أن الصفقة النووية التى أبرمتها بيونج يانج مع واشنطن، والتى سوف تمد الولاياتالمتحدة بمقتضاها كوريا الشمالية بالمساعدات الغذائية التى تحتاجها فى مقابل تخلى الأخيرة عن طموحاتها النووية، انعشت الآمال باحتواء التوتر فى شبه الجزيرة الكورية، غير أن المقابلات الأخيرة مع كوريين شماليين تشكك فى نوايا الولاياتالمتحدة فى هذا الصدد. وأشارت الصحيفة - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى - إلى تجدد تهديدات كوريا الشمالية بشن "حرب مقدسة بلا هواده" مع جارتها الجنوبية، ليتم بذلك تسليط الضوء على الأجواء العدائية القائمة بين الكوريتين فى الآونة الأخيرة رغم جهود بيونج يانج لإحداث انفراجة دبلوماسية مع واشنطن.
وأضافت "أنه على الرغم من اعتبار واشنطن أن الوصول إلى اتفاق مع بيونج يانج يهدف إلى وقف الأخيرة أنشطتها النووية فى مقابل حصولها على المساعدات الغذائية خطوة أولى وواعدة نحو مناقشة نزع السلاح النووى، بيد أن المواطنين فى العاصمة الكورية الشمالية، والذين يترعرعون منذ الصغر على كراهية الأمريكيين، يتشككون فى مصداقية هذه الصفقة".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مواطنة كورية شمالية تدعى جونج يون هوى قولها "لقد سمعت عن تلك الصفقة، غير أننى غير متحمسة لها فطالما انعقدت جولات عديدة من المحادثات على مر السنين من دون أن تسفر عن الحصول على الغذاء اللازم أو حتى الطاقة التى نحتاجها".
ونوهت الصحيفة بأنه بمقتضى تلك الصفقة، فإن كوريا الشمالية قد وافقت على تعليق تخصيب اليورانيوم والالتزام بوقف التجارب النووية وإطلاق الصواريخ بعيدة المدى بجانب السماح بعودة مفتشى الأممالمتحدة الذين طردتهم فى عام 2009.
وأضافت "أنه فى المقابل فإن واشنطن سوف تتعهد بمنح بيونج يانج نحو 000ر240 طن مترى من المساعدات الغذائية، تذهب معظمها إلى الأطفال الجوعى، بجانب المساعدة فى تسهيل التبادلات الثقافية والتعليمية والرياضية".
وأوضحت الصحيفة أنه عقب وصول تفاصيل تلك الصفقة إلى مسامع المواطنين فى بيونج يانج، فإن العديد منهم قد أعربوا عن استيائهم لإبداء بلدهم استعدادها للتخلى عن برنامجها النووى الذى كان فخرا لهم أثناء حكم الزعيم السابق كيم جونج-إيل، معتبرين أن صنع القنابل والصواريخ المتطورة رادع رئيسى ضد التهديد العسكرى الذى تشكله الولاياتالمتحدة من خلال تواجد أكثر من 28 ألف جندى أمريكى فى كوريا الجنوبية.
وأشارت الصحيفة إلى اعتزام المبعوث النووى لكوريا الشمالية السفر إلى نيويورك الأسبوع القادم لحضور المؤتمر الأمنى الذى تنظمه جامعة سيراكيوز، وذلك فى رحلة تعتبر مؤشرا مبكرا على تحسن العلاقات الثنائية فى ظل حكم القائد الجديد كيم جونج-وون حتى وإن كان هناك توترات واسعة النطاق حول مصداقية تنفيذ تلك الصفقة.