"فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن " أم خالد شوقي الإسلامبولي لم تتوان لحظة واحدة علي القيام علي أمر أبنائها وتوصيل رسالتهم إلي القاصي والداني في مصر وخارج مصر ، تحمل في ذاكرتها تلك الايام الأخيرة في حياة ابنها الذي نفذ عملية اغتيال السادات ، وكانت سعيدة بقدوم أبنها محمد شوقي بعد طول غربة وفراق وتحدثت حديث القلب للقلب مع ابنائها : ماذا قال العسكريون لك قبل الإفراج عن الشيخ محمد ؟ قلت لهم انتم ركيزة هذه الأمة المصرية وسوف نسير ورائكم إلي الأمام بإذن الله علي طريق ومنهج الله عزوجل وانتم أولادنا ، ونريد منكم الكثير والكثير . أربعين سنة من الذل والانكسار وبيع البلد للصهاينة والأمريكان ويجب ان نسرع بعملية الإصلاح ، لقد ايد الله هذه الثورة منذ البداية فيجب ان نسير بأمر الله وقوة الله لأننا لو لم نسير لخسرنا الدنيا والدين .
وما هو رد فعلهم ؟
قالوا لي شوية شوية يا امي أحنا علينا حمل كبير .
ماذا تقولين للجماعة الإسلامية ؟
أنا ام الجماعة وزعلانه منهم جميعا ، لأننا يجب ان نكون علي قلب رجل واحد ولا نختلف أبدا في شيء ، لأننا ضحينا وبذلنا الكثير والكثير ، يا ولادي شباب التحرير حسم القضية وفكروني بشباب خالد ورفاقة الله يرحمهم منذ ثلاثين عام .
فماذا كان يريد هؤلاء ؟ ، كانوا يريدون التقوى والصلاح ، لقد تحقق حلم أبني ورفاقه علي يد شباب التحرير ، لقد كنتم في الحقيقة ضائعين في أرض الله و النظام باعا كل شيئ وتم استيراد كل شيء من الغرب ، حتي الكناسين جاءوا بهم من الغرب ، لقد ولدا هذا الأمر الغضب الشديد ، وأشعل فتيل الثورة .
هل وجهت رسالة إلي شباب الثورة ؟
نعم وجهت إلي شباب الثورة رسالة ان يتحدوا ويقفوا يد واحده في مواجهة العدو المتربص بنا جميعا، وان نوحد مطالبنا أمام القوي الغاشمة وأقول لشباب الإسلاميين ، يجب أن أواجه وأكون قدوة فلا أدعو الناس لعدم التدخين مثلا وعدم دخول السينما وأولادي يفعلون ذلك ، يجب ان أكون قدوة صالحة للجميع .
وكيف تكون التربية يا أم خالد ؟
التربية الإسلامية بالقدوة والعمل الصالح ، سعادتي ان أري أولادي وأحفادي ، يحفظون كتاب الله ، وكتاب الله يجعل الشخص صلب هناك أسس ومرجعية يرجع إليها الفرد المسلم .
عندما استيقظ في صلاة الفجر أري أحفادي يحملون كتاب الله ويقرئونه ويرتلون آياته افرح واجد في نفسي قوة وعزة وفخار ، وأدعو ان يكون الناس كلهم هكذا ،فنربي أنفسنا أولا علي كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم .
ما هي نصيحتك لنا ؟
لو تأملت في قول الله عزوجل (يا أيتها النفس المطمئنة ) ، فهو إكرام من الله للعبادة بالطمأنينة بعد ذكر الله ، لان الابتلاء يرفع الدرجات ، ومن يقدر علي هذا البلاء فقد نعم وانتصر ومن لم يقدر خسر الأمر في الدنيا والآخرة ،
ماذا تقولي لابنك الشيخ محمد ؟
الحمد الله الذي أكرمني به وبأولاده بعد طوول غياب لقد ودعتهم في ايران وقلت لهم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وسوف أراكم مهما طال الزمان ، لقد كان الشعور ساعتها أننا ميتون ولن نتقابل .
ولكن شاء الله العزيز الحكيم ان نري بعضنا بعض مرة أخري ويأتون إلي بعد طول غياب (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) فأجرنا عند الله عز وجل .
ما هي اول كلمة قالها لك محمد عند اللقاء ؟
دخل وقال لي سامحيني يا أمي ،وسجد الله شكرا ، فقلت له لا تقول هذه الكلمة ، وبكيت بعدها ، كنت علي يقين كامل أنه لن يضيعنا الله أبدا.