في الوقت الذي تقوم فيه الدول العربية والغربية بعقد مؤتمر "أصدقاء سوريا" اليوم الجمعة أفادت تقارير واردة من سوريا الليلة الماضية بمقتل العشرات في هجمات جديدة شنتها القوات السورية واستهدفت معاقل للمعارضة في مختلف انحاء البلاد . ويعقد في تونس اليوم مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي يتوقع أن تطالب الدول العربية والغربية المشاركة فيه الحكومة السورية بتطبيق وقف فوري لإطلاق النار للسماح بوصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا في البلاد. ويضم المؤتمر كبار مسؤولي نحو سبعين دولة في مقدمتها واشنطن وتركيا وبريطانيا وعدة دول عربية منها السعودية وقطر والإمارات. وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في لندن قبل توجهها إلى تونس، ما تتوقعه من الأطراف المشاركة في مؤتمر "أصدقاء سوريا" بتونس . واعلنت كلينتون أن بلادها تأمل في الاتفاق على تعهدات جديدة بإيصال المساعدات بشكل عاجل إلى " السوريين المحاصرين" من قبل النظام السوري . ودعت أيضا إلى تنسيق الجهود الدولية وممارسة ضغوط على دمشق للسماح بوصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا في سوريا. وقد أجرت الوزيرة الأمريكية مشاورات حول الوضع في سوريا مع عدد من كبار المسؤولين على هامش مؤتمر لندن بشان الصومال. وأضافت كلينتون أن الولاياتالمتحدة تتوقع مشاركة المزيد من الدول في فرض عقوبات فعالة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد . وتابعت :" نتطلع إلى تقدم ملموس على ثلاث جبهات، تقديم المساعدات الإنسانية وزيادة الضغط على النظام السوري والاستعداد للانتقال الديمقراطي للسلطة". ومن المتوقع أن يصدر المؤتمر إعلانا يطالب دمشق بوقف فوري لإطلاق النار، والسماح لمنظمات الإغاثة بتقييم الاحتياجات الإنسانية مع تهديد بفرض عقوبات في حالة عدم الاستجابة. كما من المتوقع أن يقدم المؤتمر دعما للمعارضة السورية من خلال الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري. عدم مشاركة روسيا والصين ولن تشارك روسيا والصين في مؤتمر "أصدقاء سوريا" بتونس، وكانت الدولتان قد تعرضتا في الأيام الأخيرة لانتقادات كبيرة لاستخدامهما حق النقض"الفيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار بشأن سوريا. كوفي انان مبعوث وأعلنت الأممالمتحدة الليلة الماضية تعيين أمينها العام السابق كوفي انان مبعوثا خاصا للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية إلى سوريا. جاء ذلك بموجب اتفاق بين الأمين العام بان كي مون وامين عام الجامعة العربية نبيل العربي، وأوضح بيان الأممالمتحدة أن مساعدا ييتم اختياره من المنطقة العربية" سيساعد انان في مهمته. واضاف البيان أن أنان "سيبذل مساعي حميدة هدفها انهاء كل أعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان وتعزيز جهود ايجاد حل سلمي للازمة السورية". مقتل العشرات وعلي الصعيد الميداني، أفادت تقارير واردة من سوريا بمقتل العشرات في هجمات جديدة شنتها القوات السورية واستهدفت معاقل للمعارضة في مختلف انحاء البلاد أمس الخميس. وقال النشطاء السوريون إن ثلاثة عشر شخصاً من اسرة واحدة قتلو في قرية كفرتون القريبة من حماة، وهوجمت كل من حمص و درعا و دير الزور. ويقول مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة إن لديه قائمة باسماء عدد من القادة السياسيين و الامنيين ربما تشمل الرئيس بشار الاسد ربما يتم تحميلهم مسؤولية ارتكاب جرائم ضد الانسانية. وفي سياق متصل، نشرت الصحفية الفرنسية إديث بوفييه المصابة في مدينة حمص مناشدة على موقع يوتيوب لإجلائها من سوريا إلى لبنان. كما ناشد أيضا المصور البريطاني بول كونروي الذي يعمل لصحيفة صنداي تايمز مع بوفييه من اجل وقف إطلاق النار وذلك خلال تسجيل مصور ترددت فيه اصوات انفجارات الصواريخ في الخلفية. وبدورها تحاول اللجنة الدولية للصليب الاحمر التفاوض على وقف إطلاق النار لساعتين يوميا في حمص بما يسمح بتقديم المساعدات الانسانية للمدنيين. ويقول نشطاء ان الحالة سيئة للغاية في حي بابا عمرو حيث انقطعت الكهرباء وخطوط الهاتف وانخفضت امدادات الطعام والمياه ، في وقت أضاف فيه النشطاء إن الحي يقع تحت حصار القوات السورية التي تطلق الصواريخ بشكل متفرق على المنطقة.