أكد شهود عيان الثلاثاء أن كل أربع أو خمس عائلات في حي بابا عمرو بحمص يتكدسون في منزل واحد معتمدين على مياه الامطار من أجل البقاء بعد أسبوعين من القصف المدمر من قبل القوات السورية، مشيرين إلي وفاة الجرحى بسبب نقص الادوية. وذكرت وكالة "روتيرز" للأنباء أن سكان حمص يتهمون العالم بالتخلى عنهم امام قصف الجيش الذي يقولون انه أسفر عن مقتل العشرات واصابة 2000 آخرين بجراح في معقل المعارضة المسلحة خلال انتفاضة مستمرة منذ 11 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد.
وهجرت الكثير من الاسر منازلها في الضواحي وتقهقرت بشكل أكبر الى قلب الحي المدمر بمدينة حمص في غرب الوسط السوري حيث يتجمع عشرات الاشخاص في منازل وشقق سكنية صغيرة، وسط معاناة من نقص الغذاء والمياه بسبب اطلاق قناصة الحكومة النار على خزانات المياه.
وقال أحد السكان أن النساء اللائي وضعن حديثا غير قادرات على إرضاع أطفالهن بعد أن جفت أثداؤهن من الصدمة ، موضحا أن بعض النساء تطوعن لارضاع هؤلاء الاطفال.
ويقول نشطاء إن القصف دمر العديد من المنازل في الحي الفقير الذي يقطنه 80 ألف نسمة وتحولت المستشفيات الميدانية القليلة التي أقيمت منذ أشهر الى اطلال، مضيفين أن طبيبين على الاقل وممرضتين قتلوا في القصف ولم يبق في بابا عمرو سوى طبيبين أو ثلاثة كما تحولت بعض المنازل الى مستشفيات مؤقتة .
من جانبها، تقول الحكومة انها تقاتل مسلحين عازمين على الإطاحة بالأسد يتلقون التمويل والاسلحة من الخارج، في حين يقول السكان ان حملة القمع تهدف الى سحق المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية ومعارضي الاسد.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر لرويترز انها تتفاوض مع السلطات السورية ومقاتلي المعارضة على "وقف للقتال" لنقل المساعدات لانقاذ حياة المدنيين الاشد تضررا من الصراع.
وتسعي اللجنة الدولية للصليب الاحمر للتوصل الى وقف للقتال لمدة ساعتين في المناطق الساخنة بما في ذلك حمص، وذلك بعد أن أقام مسلحو الجيش السوري الحر حواجز التفتيش في محاولة لمنع دخول الجنود والشبيحة الموالين للاسد.
ويبث النشطاء لقطات حية ويحملون مئات من أشرطة الفيديو على موقع يوتيوب تظهر كثافة القصف والدمار والموت والجرحى، لكنهم لا يزالون يشعرون بأنهم فشلوا في اجتذاب اهتمام العالم.
ويقولون ان القوى الخارجية لم تتخذ بعد اجراءات لوقف القتل أو حتى السماح بممرات آمنة لاجلاء النساء والاطفال والمصابين بجروح خطيرة.
ويتزايد الغضب أيضا من المعارضة السورية التي يقول السكان انها تقف موقف المتفرج من المذبحة.