عاد جو التوتر من جديد إلي مدينة قنا صباح اليوم الجمعة بين قبيلتي الأشراف والحميدات وذلك عقب تجدد الاشتباكات بين القبيلتين وهو ما يفتح الباب على مصراعيه لحمام دم مستمر لا يعلم مداه إلا الله عز وجل .
لاسيما وأن نموذج ما يحدث في قنا ، من الممكن أن يتحول إلي ظاهرة تعم محافظات عديدة في شتي أرجاء الجمهورية ،وخصوصا المحافظات الغنية بالتنوع القبلي والعرقي والطائفي.
ولذلك ، لم يعد ما يحدث في قنا مجرد اشتباك عادى أو مشاجرة بين عائلتين ،بل أصبح نموذج من الممكن أن يتحول إلي ظاهرة عامة هنا وهناك ، ولقد أصبح الأمر بين قبيلتي قنا الآن تنافس على تجميع السلاح والذخيرة وتباهى بالقوة والرجال، إلي جانب تفجر حرب شوارع بين الجانبين على حساب البسطاء من الأهالي الذين شاءت أقدارهم أن يكونوا متواجدين في أماكن إطلاق النار أو تواجد أماكن أكل عيشهم تحت وطأته.
وتعود وقائع القضية إلى الأحد الماضي عندما نشبت اشتباكات متقطعة بين أبناء القبيلتين بمنطقة سيدي عبد الرحيم القنائي، على خلفية مشاجرة وقعت بين سائقين ، وهو ما أدى إلى حدوث إطلاق أعيرة نارية كثيفة بأنحاء متفرقة من المدينة ،وأغلقت كافة المحال التجارية والشركات أبوابها بعد ازدياد حدة الاشتباكات .
وشبكة الإعلام العربية "محيط" تري أنه لم تعد مصر تحتمل المزيد من الفتن بين أعضاء الجسد الواحد ، نعم الجسد الواحد والهدف الواحد ألا وهو إعلاء شأن هذا الوطن ،ونتساءل بدورنا عن دور وزارة الداخلية فى وقف هذه الاشتباكات المتكررة بين أفراد هاتين القبيلتين .وتتساءل الشبكة عن دور القيادات التنفيذية والشعبية في المحافظة في التوفيق والإصلاح بين المتخاصمين لوقف المزيد من نزيف الدماء .
و في إطار سعيه لنزع فتيل الأزمة الدائرة بين أبناء القبيلتين عقد اللواء عادل لبيب محافظ قنا سلسلة من الاجتماعات للوقوف علي الوضع ، وصرح بأن مديرية الأوقاف بالمحافظة أعدت خطة متكاملة لتوعية الشباب وأهالي المحافظة بخطورة تلك الاشتباكات ،وضرورة نبذ العصبية وأن خطب الجمعة لابد أن تركز علي الاقتداء بأخلاق رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ونبذ التعصب الأعمى، وتوحيد الطاقات لدفع عجلة الإنتاج وعملية التطوير علي أرض المحافظة،ونحن نتمنى أن تعمم تلك الخطة علي كافة المحافظات التي توجد بها بؤر توتر مماثلة .
كما أننا فى شبكة الإعلام العربية "محيط" ندعو إلى تضافر الجهود الشعبية والحكومية لوقف العنف فى تلك المحافظة والسعي الدءوب لعودة الاستقرار والأمن إلى قنا والذى بدوره سيمتد أثره الايجابي إلى كل أنحاء الوطن .
فمصر تحتاج من الجميع إلى التكاتف والتعاضد من أجل تحقيق الاستقرار والأمن وبسط سيادة القانون والحق فوق الجميع ، ونبذ العصبية الجاهلية وتحكيم صوت العقل بعيدا عن العنف.