بدأ الهدوء يتسلل إلي مدينة قنا من جديد عقب الأحداث التي شهدتها يوم الأحد الماضي من اشتباكات بين أفراد من قبيلتي الأشراف والحميدات علي خلفية مشاجرة بين سائق وتباع من الحميدات مع أحد الركاب من الأشراف والتي أسفرت عن إصابة 12 شخصا واحتراق وإتلاف 10 محلات تجارية. وشهد أمس عودة أصحاب المحلات التجارية المجاورة لميدان الساعة إلي العمل من جديد فيما عدا أبناء القبيلتين كما فتحت البنوك أبوابها عدا بنك القاهرة الذي يقع في محيط الأحداث وانتظمت المدارس وكافة المصالح الحكومية التي تغيب موظفوها خشية تجدد الصراع في أي وقت. وشهدت الشوارع استمرار نشر القوات الأمنية بشكل مكثف ورغم محاولات الصلح التي تجري علي قدم وساق إلا ان إطلاق الرصاص لم يتوقف وكاد الأمر يشتعل من جديد أمس بعد قيام أفراد من الحميدات بإطلاق النيران بالقرب من عزبة حامد التابعة لقبيلة الأشراف مما أثار استياء أبناء القبيلة ولولا تدخل العقلاء لتجددت الاشتباكات. أكد د.ممدوح أبوالقاسم وكيل وزارة الصحة استقرار الحالة الصحية للمصابين ياسر سيد وحسام أشرف بمستشفي أسيوط الجامعي ولولا المصاب الثالث عمر محمد مصطفي الذي يرقد بالعناية المركزة بمستشفي الأقصر الدولي فيما خرج باقي المصابين من مستشفي قناوالأقصر. وفي سياق متصل تواصلت الجهود من أجل نزع فتيل الأزمة الدائرة بين أبناء قبيلتي الأشراف والحميدات حيث عقد المحافظ اللواء عادل لبيب سلسلة من الاجتماعات كان أولها لقاء الهيئة البرلمانية لمجلسي الشعب والشوري عن المحافظة للوصول لحل نهائي لنزع فتيل الأزمة بين الطرفين. وقال محافظ قنا إنه قد اتخذ قرارا بتشكيل لجنتين لتقصي الحقائق وتوفيق الأوضاع بين القبيلتين ونزع فتيل الأزمة صلحا بين الطرفين الأولي من أعضاء مجلسي الشعب والشوري والقيادات الأمنية والشعبية والثانية ستكون من أطراف خارج محافظة قنا وعلي رأسها الشيخ "تقادم" من محافظة أسوان والشيخ "محمد الطيب" شقيق الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر من محافظة الأقصر. وعقد "لبيب" لقاءين منفصلين مع زعماء قبيلتي الأشراف والحميدات كل منهما علي حدة لوضع الحلول العاجلة لتلك الاشتباكات والعمل علي عودة الهدوء لمدينة قنا مشيرا إلي ان مديرية الأوقاف أعدت خطة متكاملة لتوعية الشباب وأهالي المحافظة بخطورة مثل تلك الاشتباكات وضرورة نبذ العصبية وان خطبة الجمعة المقبلة بكافة المساجد والساحات ستركز علي الاقتداء بأخلاق رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم ونبذ التعصب الأعمي وتوحيد الطاقات لدفع عجلة الإنتاج وعملية التطوير علي أرض المحافظة. وأكد انه أعطي تعليمات مشددة لكافة رؤساء المصالح والهيئات الحكومية بتطبيق القانون علي المتغيبين عن العمل عقب الأحداث التي شهدتها المدينة وتحويلهم للتحقيق لعدم وجود مبرر لتغيبهم وتعطيل مصالح المواطنين كما ان أجهزة الأمن ستلاحق حائزي الأسلحة النارية غير المرخصة لضبطهم وتقديمهم للمحاكمة في إطار من القانون.