افتتحت بالعاصمة اللبنانية بيروت اليوم الخميس ورشة عمل حول صياغة التشريعات بالبرلمانات العربية من حيث التحديات والصعوبات بحضور ممثلين عن البرلمان المصري. وأكد وزير العدل اللبناني شكيب قرطباوي في كلمة بالجلسة الافتتاحية أن هناك العديد من التحديات التي تواجه التشريعات فى الدول العربية تتمثل في وجوب إدخال الإدارة التشريعية في هيكلة المؤسسات. وشدد في كلمته التي ألقتها نيابة عنه السيدة مارى دنيز معوشي رئيس هيئة التشريع والاستشارات بوزارة العدل على إلزام الوزارات بأن تضع سنويا إستراتيجية تشريعية حول القوانين المتوقع تقديمها وبنوعية التشريع بهدف جعله أكثر فاعلية والحرص على أن لا يبقى التشريع متقطعا وتجنب التضخم التشريعي الذي يعانى منه العديد من الدول العربية. وطالبت بجمع وحصر وتبويب التشريعات من قبل وزارة العدل وليس من جانب مؤسسات خاصة للتيسير على المواطنين وجعلها في متناولهم والاهتمام بالمؤهلات العلمية للعاملين في الوزارات في مجال التشريع وضرورة إلزام كل الوزارات بإجراء دراسة اثر على كل قانون قبل إقراره، وحتمية تحديد كل سياسة تشريعية على أن تتوافق مع التزامات الدول. وتحدث الخبير الأممي في التشريعات الدكتور محمود صبرة عن مشكلات الصياغة التشريعية في العالم العربي وعن مفهومها وضرورة توحيد جهة إعداد الصياغة، مؤكدا أن الصياغة التشريعية علم وليست حرفة ونبه إلى خطورة التشريعات التي تفتقد إلى تنظيم ثابت وانه لا توجد قواعد أو تعليمات موحدة لمشروعات القوانين عند الإعداد. وطالب بوضع ضوابط معينة عند إصدار أي قرارات بشكل مباشر من الرؤساء أو رؤساء الوزارات أو الوزراء بعيدا عن القانون لمنع الفساد والرشاوى والإقلال من كلمة يجوز في التشريعات التي تفتح الأبواب أمام المخالفات القانونية . وتحدث ديفيد سبرا كلينيج مستشار برلماني بمجلس الوزراء البريطاني فقدم لمحة عن التشريع في المملكة المتحدة وكيفية صياغة مشروعات القوانين وموضحا أهمية التدقيق في التشريع البرلماني بحيث يتم تقديم الاقتراحات إلى مجلس النواب ولكن يجب اعتمادها من كلا المجلسين عبر عدة قراءات تحت مسمى تقديم رسمى ثم نقاش حول المبادئ العامة ثم يحال الأمر إلى لجنة للنظر في المواد وإعداد تقرير أولى ثم قراءة أخرى في مجلس العموم وتقديم تعديلات تقنية في مجلس اللوردات واتفاق المجلسين وأخيرا الموافقة الملكية. وتواصل ورشة العمل أعمالها على مدى يومين بمشاركة وفد مجلس الشعب المصري الذي يضم سعد عبود وطارق سباق وعصام سلطان واحمد خليل.