القاهرة : طالب حزب التوحيد العربي، حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بإنشاء وزارة جديدة للشئون العربية فى إطار مشاوراتها بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى. وأكد المستشار محفوظ عزام رئيس حزب التوحيد العربي، فى رسالة بعثها لحزب الحرية والعدالة على أن الوزارة المقترحة لا يتعارض وجودها مع وزارة الخارجية؛ لأن مهمتها ستكون داخل النطاق العربي وأدواتها هي الآليات الشعبية والرسمية العربية بالتنسيق والتعاون مع جامعة الدول العربية، ويكون هدفها متابعة تفعيل خطة النهوض بالتنسيق والتوحيد العربي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يعود على الشعب العربي.
وإليكم نص الرسالة:
"السيد رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي المحترم. السلام عليكمورحمة الله وبركاته. علمنا من وسائل الإعلام أنكم بدأتم مشاورات تشكيل الحكومة، وتعلمون سيادتكم و معكم قيادات و أعضاء حزبكم الموقر أن هذه الحكومة التي تجرونمشاورات تشكيلها تعد أول حكومة للثورة، فهي ليست من جنس حكومات شفيق وشرفوالجنزوري، فهذه الحكومات السابقة كانت في حقيقتها و مناهج تفكيرها امتداد لنظام مبارك، وكان هدفها اعادة انتاج نظام مبارك بسياسته الداخلية و العربية و الدولية بشخوص جديدة.د
و إيمانا بثورية حكومتكم، لأنها منبثقة من أول برلمان للثورة أعطاكم فيه الشعب الثائر لاثقة و الأغلبية، و إيمانا بالتزامكم بتحقيق المطلب الرئيسي للثورة و هو اسقاط النظام السابق بكل منظومة علاقاته الداخلية و العربية والدولية، و الشروع فورا في وضع قواعد و أسس النظام الثوري داخليا و عربيا و دوليا ، اسمحوا لنا انطلاقا من التزامكم الثوري أن نبرز زاوية لا نريد لها أن تكون غائبة في عملية بناء النظام الثوري، اننا نقترح على حزبكم الموقر أن تدخلوا على التشكيل الوزاري وزارة جديدة للشئون العربية، هذه الوزارة المقترحة لا يتعارض وجودها مع وجود وزارة الخارجية لأن مهمتها ستكون داخل النطاق العربي، وآلياتها هي الآلياتالشعبية والرسمية العربية بالتنسيق والتعاون مع جامعة الدول العربية، والهدف هو متابعة تفعيل خطة النهوض بالتنسيق والتوحيد العربي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يعود على الشعب العربي وكل الأقطار العربية بالخير والتقدم، إن الشعب العربي في الأقطار العربية يعي أن تقدمه في كل قطر مرهون بهدم اسوار القطرية والسير على طريق التوحيد، و هذا هو دور مصر الثورة و دورحكومتكم الثورية وبالتحديد دور الوزارة المقترحة، إن وجود هذا المقعد الوزاريالوحدوي في حكومتكم المنتظرة تفرضه الضرورات الآتية:
1-ضرورة سياسية و استراتيجية يفرضها التهديد الأمريكي الصهيوني الدائم بوقف المساعدات وحصار الثورة، والاستراتيجية الثورية لمواجهة هذا التهديد والحصار هو استعداد الثورة بفرض حصارمضاد يعتمد على تعبئة كل الامكانيات العربية أرضا وثروةً و بشراً لمواجهة الحصاروفرض التبعية علينا، و ليعلم هؤلاء المستكبرون أن ثقل مصر ووزنها مقرون بوزن أمتهاوامكانياتها و ثقلها، إن جمع الأمة في بوتقة التوحيد والتنسيق ليس فيه رفع للتبعيةعن مصر وحدها بل فيه أيضا رفع التبعية عن كل أقطار الأمة وتحريرها ومن ثم نهضتها.
إن هذه الاستراتيجية الثورية المصرية العربية المضادة لا تنقضها التجزئة المفروضةعلى الأمة، ولا ينقضها وجود الربيع العربي في أقطار وعدم وجوده في اقطار أخرى، بلعلى العكس فإن الظاهرتين (التجزئة وغياب الربيع العربي عن عدد من الأقطار العربية) يفرضان هذه الاستراتيجة فرضاً، لأن هذه الاستراتيجية ستتميز بقدر عال من المرونة الثورية.
2-ضرورة عقائدية مبنية على أن قضية الوحدة قضية شرعية، وأن التجزئةالمفروضة على الأمة حالة عرضية فرضها الاستعمار والصهيونية، ومبنية على القناعةبدور مصر المحوري والقيادي لأمتها، وأن هذا هو قدرها، وبقدر ما تلتزم به مصر بقدرما تنتصر وتتقدم، وبقدر ما تبتعد عنه وتهمله بقدر ما تضعف وتصبح فريسة تلتهمها قوىالغرب والصهيونية.
3-ضرورة تنموية توضحها وتؤكد عليها خريطة التكتلات في الوضعالعالمي الراهن، إن تكلفة التقدم الأن أصبحت عالية جدا لا تقدر عليها الكيانات الصغري، و لذلك أتجهت كل دول العالم إلى الدخول في تكتلات اقتصادية تتيح التقدم المشترك لكل اعضائها، يستوي في ذلك الدول الغنية و الدول الفقيرة، وليس من مصلحة الدول الفقيرة أن تدخل في تكتلات مع الدول الغنية أو الكبرى لأن ذلك يدخلها فيدائرة التبعية والاستغلال والتخلف، والعكس إن مصلحتها تتحقق في الدخول في تكتلات تجمعها مع مثيلاتها من الدول، لأن هذا يوفر لها شروط قيام علاقات مبنية على النديةوالعدالة، إننا لسنا في حاجة للتأكيد على أن هذا لا يعني عزل المتخلفين عنالمتقدمين، بل أن هذا يوفر مناخا دوليا أفضل للتعاون فيما بينهما، وأظنكم تعتقدونمعنا أن الأمر الطبيعي لمصر هو الدخول في تكتل عربي فعال.
السيد الدكتوررئيس الحزب ..الأخوة المحترمون. أطلنا عليكم و لكن عذرنا أننا نعتقد أن هذا أمرفي غاية الأهمية لمصر الثورة في مواجهتها لقوى الثورة المضادة، و أن اعمال المنهج الثوري في بناء خريطة جديدة لسياسة مصر العربية، أمر يحتمه ضرورة انتصار الثورة، الذي هو بدوره ضرورة لوجود مصر وأمتها و بقائهما، وهذه مهمة تتطلب وزارة مختصة تحملعبئها. والله الموفق والمستعان.