اهتمت الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الأحد في القاهرة بتجاهل المصريين لدعوات الإضراب والعصيان المدني أمس السبت وإقبالهم على العمل والإنتاج كرد عملي على هذه الدعوات. وأشارت صحيفة المصري اليوم إلى أن الطلاب فى معظم الجامعات المصرية قادوا، أمس، الإضراب الذى دعت إليه قوى ثورية فى الذكرى الأولى لتنحى حسنى مبارك، للمطالبة بتنحى المجلس العسكرى ونقل السلطة فوراً.
وأضافت أن الطلاب نظموا عشرات المسيرات الحاشدة فى القاهرة والإسكندرية، والمدن الكبرى تحت شعار «يسقط يسقط حكم العسكر»، فيما قدرت حركة «6 أبريل» نسبة المشاركين فى الإضراب من طلاب الجامعات ب60٪، كما شارك العشرات من أعضاء هيئة التدريس.
ولفتت الصحيفة إلى أنه فى المقابل، حشدت أجهزة الدولة موظفى القطاعات الخدمية، على الرغم من أن بعض هذه القطاعات كان إجازة فى يوم السبت. أما على صعيد القطاع الخاص والمتاجر والحرفيين، فقد سجل نسبة مشاركة متدنية فى الإضراب، وكان أبرز المشاركين عمالا فى نجع حمادى ومديرية الصحة فى قنا وعشرات من سائقى مترو الأنفاق فى القاهرة، وسائقى النقل فى مدينة السادات.
وذكرت صحيفة الأهرام أن الدعوات التي أطلقتها بعض الحركات والائتلافات السياسية للعصيان المدني فشلت وانتظم العمل في المؤسسات والهيئات الحكومية وخطوط السكك الحديدية والموانئ والمطارات.. ورد العاملون في بعض الهيئات على دعوات الإضراب والعصيان بالعمل يوم السبت الذي هو أصلا يوم اجازتها الاسبوعية بدون مقابل.
وأضافت أن شركات السياحة والمحلات والمطاعم السياحية عملت بكامل طاقتها،واستقبل المتحف المصري زواره من السياح والمصريين بنفس الاجراءات العادية.. وانتشرت مدرعات الجيش رافعة العلم المصري في الوقت الذي تم فيه تشديد الاجراءات الأمنية حول مقر وزارة الداخلية.
ولفتت صحيفة الجمهورية إلى أنه تحت شعار "من أجل مصر" حرص أمس أكثر من 70 الف عامل وموظف بالسكة الحديد ومترو الانفاق علي الانتظام في اعمالهم رافضين دعوات الحركات السياسية بالعصيان المدني والاضراب عن العمل.. مؤكدين انها دعوة مغرضة ظاهرها رحيل العسكري والقصاص للشهداء وباطنها النيل من اقتصاد البلد واشاعة الفوضي واسقاط مصر.
ولفتت الى أن الآلاف ممن يطلقون علي انفسهم "الأغلبية الصامتة" نظموا وقفة في ميدان العباسية لتأييد استمرار المجلس العسكري حتى تسليم السلطة.. فيما أكدت الحكومة عقب اجتماع اللجنة الوزارية للأزمات برئاسة د.كمال الجنزوري أن الشعب يرفض العصيان المدني وان كل المنشآت عملت أمس بكامل طاقتها.
وقالت صحيفة الأهرام في افتتاحيتها: إن بعض المتصدين للعمل السياسي في مصر الآن يستخدمون مصطلحات كثيرة في غير موضعها, وينسون أن هناك مفاهيم محددة لهذه المصطلحات, إلا اذا كان الغرض من استخدامها هو الاستعراض الاعلامي فقط.
وأضافت أن أوضح مثال علي ذلك هو استخدام مصطلح العصيان المدني الذي يعني تاريخيا إجماع الشعب علي تحدي السلطة القائمة ورفض التعامل معها, بهدف إسقاطها وإقامة سلطة جديدة تعبر عن إرادة الشعب.
وأكدت أن وجود برنامج زمني محدد لتسليم السلطة من المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي سلطة مدنية منتخبة, وتنفيذ جزء كبير منه, والأوضاع الاقتصادية المضطربة, تعني أن الشعار الذي يجب أن يلتف حوله الجميع الآن هو العمل لا الاضراب، وذلك هو إحساس الكتلة الضخمة من الشعب المصري، ولذلك فشل العصيان المدني قبل أن يبدأ.
وقالت صحيفة الجمهورية في افتتاحتيها: ليس منطقياً بعد إسقاط هذا النظام بالثورة المجيدة أن يتفق المصريون جميعاً علي صيغة صناعة المستقبل وهم الذين استعادوا بالثورة زمام المبادأة في صناعة القرار سواء عبر المنظمات والمؤسسات التي تضمهم وممثليهم. أو عبر التظاهرات والاعتصامات والمسيرات تأييداً أو معارضة لاتجاه ما أو طلباً لسياسات أو قرارات معينة.
وأكدت أن الشعب الذي انتصر بالثورة علي محاولات الإقصاء وفرض الوصاية عليه طوال 40 عاماً عاد إلي الساحة السياسية ليقول كلمته ويفرض إرادته فهو صاحب القرار.
وذكرت صحيفة الأخبار أن المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بحث أمس مع الفريق أول مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية تطورات الأوضاع بالساحتين الاقليمية والدولية خلال المرحلة الراهنة والقضايا ذات الاهتمام المشترك في ضوء العلاقات الاستراتيجية التي تربط الدولتين والالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية أكد حرص بلاده علي متابعة عملية التحول الديمقراطي الذي تشهده مصر وتقديرها لجهود القوات المسلحة في بناء مؤسسات الدولة ونقل المسئولية إلي سلطة مدنية منتخبة.
وأضافت أن الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلي استعرض أيضا مع ديمبسي عددا من الموضوعات المرتبطة بدعم التعاون العسكري بين البلدين وتبادل الخبرات في العديد من المجالات.
وأشارت صحيفة الأهرام إلى أن قاضيي التحقيق في قضية التمويل الأجنبي غير المشروع لمنظمات المجتمع المدني بدءا إجراءات الجزء الثاني من التحقيقات لعدد آخر من المنظمات الأجنبية والكيانات المصرية وعدد من الأشخاص، حيث من المنتظر أن يبدأ قضاة التحقيق في استجواب المتهمين المسئولين عن تأسيس وإدارة هذه المنظمات والكيانات قبل نهاية الأسبوع الحالي بشأن التأسيس دون الحصول علي التراخيص اللازمة، بالإضافة إلي تلقي تمويل أجنبي غير مشروع من أجل ذلك.
وأوضحت صحيفة الأخبار أن مجلس الشعب سوف يناقش في جلسته اليوم برئاسة الدكتور سعد الكتاتني التقرير المبدئي للجنة تقصي الحقائق حول احداث ستاد بورسعيد، فيما ارتفع عدد المتهمين المقبوض عليهم في هذه الأحداث إلى 62 متهما بعد أن قام متهمان جديدان أمس بتسليم أنفسهما لإدارة البحث الجنائي ببورسعيد.
وذكرت صحيفة الشروق أن مجلس الشعب سوف يحدد فى جلسته اليوم موعدًا لمناقشة 15 استجوابا تقدم بها نواب من مختلف الكتلة البرلمانية..كما يناقش المجلس 28 طلب إحاطة مقدمة إلى رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين حول نقص المعروض من الأسمدة فى العديد من القرى والمدن والمحافظات مما أدى إلى زياردة أسعارها وخلق سوق سوداء وأعباء إضافية على الفلاحين.
وذكرت صحيفة الأخبار أن المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام سوف يعلن خلال أيام نتائج التحقيقات الموسعة التي تباشرها النيابة العامة بشأن مجزرة استاد بورسعيد في أعقاب مباراة المصري والأهلي.
فيما أشارت صحيفة المصري اليوم إلى أن دفاع حسن عبدالرحمن، رئيس جهاز أمن الدولة السابق، واصل أمس مرافعته لليوم الثالث والأخير، حيث طالب ببراءة موكله، مؤكداً أن النيابة كانت قد استمعت لأقوال «عبدالرحمن» باعتباره شاهداً فى القضية ثم حولته إلى متهم تحت ضغط الرأى العام. وأوضح الدفاع أن من قاموا باقتحام السجون ومقار أمن الدولة هم من قتلوا المتظاهرين.
وخلال جلسة أمس بدا المتهم الأول، الرئيس السابق حسنى مبارك، متأثرا بحضوره اليومى إلى الجلسات، حيث رقد على سريره الطبى داخل القفص دون أن يحرك ساكنا، ولم يفتح عينيه طوال الجلسة، فيما حرص طبيبه على الاطمئنان عليه كل نصف ساعة تقريبا. فى الوقت الذى كان فيه «عادلى فايد» و«جمال مبارك» يدونان كل ما يقال فى الجلسة. وقررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة اليوم للاستماع لدفاع إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة السابق.