قال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيللي إنه بعد عام من الثورة أصبح لمصر برلمان انتخب بحرية ونزاهة كما لم يحدث من قبل، أكثر من ثلثي أعضاءه من الإسلاميين، بينما قام المجلس العسكري بتسمية عشرة أعضاء، بالإضافة إلى وجود حفنة من الثوار الشباب، ما يؤكد سير البلاد على طريق التحول الديمقراطي. وأضاف فسترفيللي - في تصريحات صحفية حول الربيع العربي نشرها الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الألمانية - أنه من المهم أن تظل الأفكار الخاصة بالحرية والتعددية والتسامح الديني والتي خرج من أجلها الثوار إلى الشوارع حية، والمجلس العسكري من واجبه أن يقوم بنقل السلطة إلى المدنيين في النهاية كما كان مقررا.
وأشار الوزير الألماني إلى أنه ينتظر من حزب الإخوان المسلمين، الذي تقابل مع رئيسه مؤخرا خلال زيارته للقاهرة، أن يترجم التزامه اللفظي بإقامة مجتمع ديمقراطي وتعددي والحفاظ على السلام الداخلي والخارجي إلى أفعال.
وحول إمكانية حدوث موجة أخرى من الثورات، قال فيستر فيللي "سيكون العامل الحاسم هو مدى تحقيق الصحوات الثورية للنتائج المرجوة، وهذا لا يشمل الانفتاح الاجتماعي فحسب، بل أيضا التقدم من الناحية الاقتصادية وتحسين فرص الحياة للمواطنين، والتي تشكل مسألة مهمة جدا لنجاح التحول الديمقراطي، والمطلوب منا (الدول الأوروبية) أن نقدم الاستثمارات وندعم التدريب وفتح الأسواق الأوروبية أمام منتجات بلدان شمال أفريقيا الساعية إلى الإصلاح، وهو الأمر الذي نعمل عليه".
وحول الأوضاع في سوريا وصف الوزير الألماني الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن بأنه بمثابة حق النقض ضد شعب سوريا، مؤكدا أنه لا يريد التكهن بشأن هذا القرار الذي يعتبره حقا خاطئا، وأنه من الأهمية بمكان أن نقوم في مجلس الأمن وخارجه بكل ما في وسعنا لوقف العنف، ولهذا يمكن أن يكون هناك سعي جديد يتمثل في فرض عقوبات صارمة ضد نظام الأسد، كما نريد أيضا تأسيس مجموعة اتصال تضم "أصدقاء سوريا الديمقراطية"، كما يتعين على الرئيس الأسد في نهاية المطاف أن يفسح الطريق أمام التحول الديمقراطي.
ووصف الوضع في ليبيا بأنه أبعد ما يكون عن الاستقرار، وأن الاقتصاد يسير ببطء، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك فإنه لمس خلال زيارته الأخيرة قبل بضعة أسابيع تقدما نحو عودة الأمور لطبيعتها، نتيجة وضع المجلس الانتقالي والحكومة خارطة طريق لبناء تدريجي لمؤسسات الدولة.