رصدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الثلاثاء زيارة وزير الخارجية ورئيس المخابرات الخارجية الروسيين لدمشق واجتماعهم مع القادة السوريين لبحث الأزمة السورية التي فشلت المساعي الدولية الدبلوماسية في نزع فتيلها مع اقتراب عام كامل على اندلاعها. وأشارت الصحيفة الأمريكية في سياق تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء إلى أن زيارة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف لدمشق شهدت اصطفاف الآلاف من السوريين الموالين للحكومة السورية بقيادة بشار الأسد ملوحين بالأعلام الروسية ترحيبا بالمسئول الروسي الذي ساهمت بلاده في دحض الجهود الدولية لوقف أعمال العنف والقمع في سوريا، باعتراضها على مشروع قرار في مجلس الأمن ضد نظام بشار الأسد.
واعتبرت أن زيارة وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات الخارجية الروسيين عززا اعتقاد الرأي العام الدولي بأن روسيا قد أعطت الرئيس السوري الضوء الأخضر لمواصلة أعمال العنف والقمع الوحشي ضد المواطنين السوريين المناهضين له.
وأعادت (نيويورك تايمز) إلى الأذهان استخدام كل من روسيا الصين حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار الذي يدعم خطة الجامعة العربية لتسوية الأزمة في سوريا، والذي تم التصويت عليه في مجلس الأمن السبت الماضي بالموافقة من قبل 13 دولة من الأعضاء في مجلس الأمن.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن موسكو أبدت رفضها حيال حملة الانتقادات الدولية الواسعة التي قامت بها كافة الدول التي صوتت على القرار في مجلس الأمن جنبا إلى جنب مع خصوم بشار الأسد في الغرب، وسط استمرار الجانب الروسي في تبرير موقفه على أن معارضته لمشروع القرار كانت بهدف الحيلولة دون التدخل الخارجي في الشئون الداخلية السورية.
ونقلت الصحيفة تصريحات مسئولين روس - الحليف الرئيسي لسوريا - حول زيارة دمشق اليوم الثلاثاء، أكدوا فيها أن الزيارة تهدف إلى تقديم اقتراح - لم يتم الكشف عن مضمونه بعد - من شأنه إنهاء الأزمة السورية ووقف أعمال العنف.
ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى لافروف قوله عقب اجتماعه مع بشار الأسد "لقد كانت زيارة مثمرة للغاية مع القيادة السورية، أكدنا استعدادنا لدعم إنهاء الأزمة السورية سريعا، وفقا لمبادرة الجامعة العربية على وجه الخصوص".
وأكد وزير الخارجية الروسي أن الرئيس السوري تعهد "بوضع حد للعنف" بغض النظر عن مصدره.
وأضاف لافروف أن بشار الأسد أبدى استعداده أيضا لإجراء محادثات مع ممثلي المعارضة في سوريا .. لافتا إلى الجهود الرامية لإنهاء الأزمة السورية ووقف أعمال العنف هناك يجب أن تتم من خلال الحوار بين كافة القوى السياسية هناك.
وأشارت الصحيفة الأمريكية في ختام تحليلها إلى أن زيارة لافروف لسوريا جاءت بعد يوم واحد من تصاعد ردود الأفعال الدولية تجاه استمرار أعمال العنف والقمع اللذان تمارسهما القيادة السورية، وإغلاق الولاياتالمتحدة لسفارتها في دمشق وسحب سفيرها روبرت فرود وجميع العاملين بها، إضافة إلى قيام كل من فرنسا وإيطاليا وبريطاني بسحب سفرائهم أيضا من سوريا للتشاور.