موسكو: انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين درع الدفاع الصاروخي الأمريكي المزمع إنشاؤه في دول أوروبا ، معربا عن يقينه من أن الولاياتالمتحدة تهدف بنشر الدرع إلى تقويض القدرات الدفاعية الروسية، وذلك في فيلم وثائقي تم بثه بالتلفزيون الروسي. وأوضح بوتين في التسجيل الذي جاء بعنوان "السياسات الباردة" أوردته - أنباء نوفوستي الروسية على نشرتها باللغة الإنجليزية- أنه في الوقت الراهن فإن لا إيران ولا كوريا الشمالية تشكلان تهديدا... وأن درع الدفاع الصاروخي يهدف بالتأكيد إلى تحييد القدرات الإستراتيجية النووية الروسية.
وقال رئيس الوزراء الروسي أن الرادارات التي يتم نشرها بالقرب من الحدود الغربيةلروسيا كجزء من منظومة درع الدفاع الصاروخي للناتو تغطي كامل الأراضي الروسية في أوروبا، مضيفا أن المسئولين الأمريكيين يرفضون تقديم أي ضمانات من أن درع الصواريخ غير موجهة ضد روسيا.
وأشار بوتين في الفيلم إلى أن الولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيدة التي استخدمت القنابل النووية في إشارة إلى إلقائها القنابل النووية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين عام 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية، مضيفا انه لا يمكن نسيان هذا وأنهم في روسيا سوف يكون لديهم دائما رد فعل على التهديدات التي تظهر بالقرب من الحدود الروسية.
وتسعى موسكو للحصول على ضمانات مكتوبة وملزمة قانونا بأن الدرع الصاروخي لن يستهدف روسيا.. غير أن واشنطن ترفض تقديم ضمانات وتقول إن الهدف من الدرع هو الدفاع عن أعضاء حلف شمال الأطلسي ضد الصواريخ من كوريا الشمالية وإيران.
وعلى جانب آخر أعرب الأمين العام للناتو أندرس فوج راسموسن عن أمله في أن يتمكن الحلف وروسيا من إبرام اتفاق بشأن درع الدفاع الصاروخي قبل قمة حلف شمال الأطلنطي في شيكاغو في شهر مايو المقبل.
وأوضح راسموسين - في مؤتمر صحفي اليوم بالعاصمة البلجيكية بروكسل عقب اجتماع وزراء دفاع دول الحلف - أنه سيتم مناقشة هذا الموضوع خلال عشاء عمل في وقت لاحق، مضيفا أنه وإلى الآن لا يستطيع التصريح بأي شيء عن التعاون مع روسيا حول مخاوفها بشأن الدرع، مشيرا إلى أن المفاوضات مستمرة.
وقال الأمين العام لحلف الناتو انه يمكن التوصل إلى اتفاق مع روسيا حول قضية الدفاع الصاروخي قبل قمة الحلف في شيكاغو، مضيفا أن الحلف لا يمكن أن يضمن ذلك، ولكنه يأمل في حدوث ذلك.
من جانبه صرح المتحدث باسم القيادة العليا لحلف الناتو في أوروبا اليوم أنه قد تم التوصل بالفعل إلى قرار لوضع مركز قيادة درع الدفاع الصاروخي التابع للناتو في قاعدة رامشتاين الجوية ، والتي تستخدم حاليا كقاعدة تابعة لسلاح الجو الأمريكي، وتقع في مقاطعة فرانكفورت الألمانية وتضم قيادة سلاح الجو الأميركي في أوروبا وعددا من المنشآت التابعة لحلف الناتو.