دمشق : اعلن وليد المعلم وزير الخارجية السوري اليوم الثلاثاء ان سوريا ستجري استفتاء على دستور جديد قريبا ضمن اصلاحات تعهد بها الرئيس بشار الاسد . وتابع قائلا، في مؤتمر صحفي عقده اليوم في دمشق ، الدستور الجديد خلال أسبوع أو أكثر قليلا ، وسيتم عرضه على الاستفتاء الشعبي. وانتقد المعلم ما تضمنه قرار اللجنة الوزارية العربية حول بلاده ، مشيرا إلى أن الجامعة العربية كانت تعلم مسبقا بأن سوريا لم تقبل بمشروع القرار الذى قدمته. واتهم المعلم بعض العرب (لم يسميهم) بأنهم ينفذون مراحل المخطط الذى اتفقوا عليه وبالالتفاف على تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا. وقال "عندما تسلمنا التقرير استنتجنا أن ما يتضمنه لم يرض بعض العرب ، ولكن قلنا ربما يخجلون من أنفسهم ويتعاملون معه بموضوعية ، ولكن ما توقعناه حدث ، حيث التفوا عليه رغم أنه كان البند الوحيد على مجلس الأعمال ، وقدموا مشروع قرار سياسيا يعرفون سلفا أن سوريا لم تقبل به لأنه تدخل فاضح فى الشأن السورى ومساس بسيادتها". وأكد المعلم أن المجتمعين لم يناقشوا فى العمق تقرير بعثة المراقبين رغم وجودهم لمدة شهر فى كل المحافظات السورية..مشيرا إلى أنهم يريدون رسم مستقبل لسوريا بعيدا عن إرادة الشعب السورى. وأشار إلى أن تقرير مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا أكد وجود جماعات مسلحة تقوم بعمليات تخريبية ضد المنشآت العامة والخاصة والمواطنين ، واستنكر الحملة الإعلامية على عمل اللجنة وعلى تضخيم ما يجرى فى سوريا بشكل مبرمج ، وأكد أن من قتل الصحفى الفرنسى هو ما يسمى الجيش الحر. وقال إنه تلقى اتصالا من الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية يطلب فيه السماح بتجديد عمل بعثة المراقبين لمدة شهر آخر ، مشيرا إلى أن الطلب محل دراسة الحكومة السورية. وأضاف المعلم أن سبب الدراسة يرجع إلى أنه فى خطة العمل العربية التى اتفق عليها فى الدوحة ينص البند الأول على وقف العنف من أى مصدر كان .. وبالدراسة القانونية تأكد لنا أن الحكومة عليها وقف العنف من أى مصدر كان خاصة بعد أن أكد تقرير المراقبين وجود هؤلاء المسلحين وتضمن وقفا لأعمالهم بل أصبحوا يتباهون أمام وسائل الإعلام بأنهم مسلحون ، لذلك نريد أن نعرف ما سيفعله المراقبون حيال هؤلاء المسلحين. وحول قرار السعودية بسحب مراقبيها ،قال وزير الخارجية السورى إن هذا هو قرارهم ، فيما قال عن الموقف التركى "إن حكومة رجب طيب أردوغان وليس الشعب التركى يتخذ موقفا عدائيا من سوريا". واضاف المعلم " قطعا الحل في سوريا ليس هو الحل الذي صدر بقرار الجامعة ورفضناه رفضا قاطعا"، مشددا على ان "الحل هو حل سوري ينبع من مصالح الشعب السوري يقوم اولا على انجاز برنامج الاصلاح الشامل الذي اعلنه الرئيس الاسد". واشار المعلم إلى ان "اكثر من نصف ازمتنا الاقتصادية ومعاناة المواطنين بسبب هذه العقوبات الاقتصادية وكلها عقوبات تتخذ منهم حرصا على الديموقراطية ومصلحة الشعب السوري"، مشددا على مواصلة "برنامج الاصلاحات السياسية". وأضاف المعلم انه "لا حلول عربية" بعد اليوم لتسوية الازمة السورية، مؤكدا ان الحل سوري "يقوم على برنامج الاصلاح الشامل". واستطرد قائلا : "ان الحل الامني للوضع الذي تشهده سوريا منذ اكثر من عشرة اشهر مطلب جماهيري للشعب السورى الذى يريد الخلاص من العصابات المسلحة " . واختتم المعلم المؤتمره الصحفى مؤكدا على صمود الشعب السورى ضد أى مؤامرات خارجية وتلاحمه والتفافه حول قيادته السياسية. فى الوقت نفسه، قال كمال حسن علي مبعوث السودان لدى الجامعة العربية ان دول الجامعة ستبحث سحب بعثة المراقبين من سوريا بعد أن أعلن مجلس التعاون الخليجي سحب مراقبيه. واضاف حسن أن اجتماع ممثلي الدول الاعضاء بالجامعة سيقرر مصير بعثة المراقبين وما اذا كانت ستستمر أو ستسحب. وقال أحمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة ان الاجتماع سيبحث اليوم الثلاثاء أحدث التطورات في سوريا الا أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.