انطلق معرض "صناع مصر فى حب مصر" اليوم بمشاركة أكثر من 200 شركة من مختلف تخصصات الصناعات الهندسية فضلا عن مشاركة بعض القطاعات الصناعية المستفيدة بالمعرض مثل الصناعات النسيجية والكيماوية والورق والبلاستيك وغيرها من الصناعات المغذية. وتنظمه غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات بالتعاون مع الهيئة العامة للمؤتمرات والمعارض خلال الفترة من 23 إلى 26 يناير 2012 بهدف تعميق التصنيع المحلى ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وكان "محيط" على موعد مع الصناع المصريين بالمعرض قبل إشارة البدء والافتتاح المنتظر من الدكتور محمود عيسى وزير الصناعة حيث تصدرت مجموعة من البنوك والشركات الوطنية بداية المعرض من بينها: بنك التنمية الصناعية، والبنك الأهلى المصرى، والصندوق الاجتماعى، وشركة مخاطر الائتمان، ومؤسسات أخرى مثل الهيئة العربية للتصنيع، والسكة الحديد، والعديد من المصانع المتخصصة.
ذكرى الثورة وتشكيل البرلمان فى البداية يقول ابراهيم حيدو عضو غرفة الصناعات الهندسية أن أن المعرض جاء فى وقت مناسب بعد عام من الثورة والاضطرابات السياسية التى شهدتها مصر فى 2011 وحلول الذكرى الأولى للثورة وتشكيل البرلمان.
وقال أن صناع مصر واجهوا تحديات وأصعب عام، والكثير من الشركات والمصانع أغلقت أبوابها وخسرت الكثير بسبب عدم الاستقرار وغياب الأمن وعدم وضوح الرؤية، إضافة الى عزوف المستثمرين عن البدء فى مشروعات بمصر.
أشار حيدو الى اننا نعيش فترة تحول حقيقى وأصبح هناك نوعا من الشفافية، مما يعطينا دفعة للانطلاق وإحداث طفرة بالصناعة المصرية لكن بالاعتماد على الصناعات الصغيرة والمتوسطة التى تعد أساس التطور فى البلدان المتطورة.
مطالبا الحكومة بمزيد من الدعم فى أسعار الطاقة، وإعداد كوادر بشرية وتأهيلها للعمل بالقطاع الصناعى فى ظل المنافسة التى نشهدها من الصين وتركيا والهند.
نقل التكنولوجيا والتدريب وكذلك نقل التكنولوجيا الخاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة بالاستفادة من تجارة الدول الأخرى، إضافة الى مزيد من دعم القطاع المصرفى للصناعة، وفتح مجالات للتصدير من خلال عدد من الأسواق الأجنبية.
ويقول مدحت راجح مدير مبيعات فى شركة هاوس ليفت للمصاعد أن قطاع الصناعة المصرى تأثر كثيرا خلال العام الماضى وتعرض لفترة ركود صعبة بسبب الأحداث وعدم الاستقرار، مشيرا الى أننا على المستوى الخاص تأثرنا بما يزيد على 60%.
القطاع العقارى موضحا أن نشاط الشركة يعتمد على القطاع العقارى الذى شهد ركودا شديدا خلال الشهور الماضية فحركة البناء والمشاريع توقفت لعدم وضوح الرؤية.
أشار راجح الى أن هناك ملامح لعودة الاستقرار من جديد بعد هدوء العاصفة وتشكيل البرلمان وعودة الأمن لطمأنة الشركات ورجوع حركة التعمير من جديد.
فهناك رؤية لملامح اقتصاد قوى بعد هذه الفترة لذا سنقوم بعمل توسعات جديدة ببناء مصنع بمدينة بدر بجانب مصنع العاشر من رمضان بهدف تزويد السوق المحلى والخارجى خاصة المدن الجديدة.
أما أيمن محروس بإدارة التسويق فى شركة مبروك الدولية للصناعات الهندسية فيقول اننا على أعتاب نهضة صناعية بعد فترة ركود تشهدها مصر من بعد الثورة، مشيرا الى أن التغيير لا يتم فى وقت سريع وإنما كل شىء يأخذه وقته، خاصة فى ظل التحديات التى نواجهها وتأثر العديد من القطاعات الانتاجية من الزراعة والصناعة.
أشار الى أن عمليات الإنتاج والتصنيع تأثرت كثيرا بالأحداث، وحدث هناك تراجع فرأس المال جبان والكل صامت لحين عودة الاستقرار والأمن من جديد.
ويقول محمد أبو المجد ممثل مبيعات بالمركز الدولى للتجارة الخارجية إحدى الشركات المستوردة لخامات الاستانلس ستيل أن تنظيم المعرض فى الوقت الحالى مؤشر جيد لبوادر الاستقرار وعودة عجلة الانتاج مرة أخرى، فالرؤى تتضح شيئا فشيئا مع تفعيل القرارات السياسية وتصحيح الأوضاع.
أوضح أن عودة الاقتصاد المصرى لحالته الطبيعية بل لانتعاشة ونهضة كبيرة لن تتم إلا مع اتخاذ خطوات إيجابية تجاه هذا الشعب والتحول الديمقراطى.
التكامل الصناعى وقال المهندس محمد حمدى عبد العزيز رئيس غرفة الصناعات الهندسية فى وقت سابق ان المعرض يستهدف تعميق التصنيع المحلى وتحقيق التكامل الصناعى بين الصناعات المحلية وبعضها البعض بالإضافة الى تشجيع الصناعات الصغيرة والمغذية والعمل على التوسع فيها.
وقال ان الدافع لإقامة المعرض فى هذا التوقيت يرجع الى الظروف السيئة التى تشهدها الصناعة الوطنية خلال هذه المرحلة، الأمر الذى يستدعى الإسراع بكل المحاولات الممكنة لدفع عجلة الإنتاج وتحريكها خاصة وانها بدأت تتجه عكسيا نحو التراجع والهبوط.
وأكد ان الصناعة المحلية لديها من الإمكانيات ما يؤهلها لمنافسة المستورد والنجاح فى الاستحواذ على السوق مشيرًا إلى ارتفاع الجودة الإنتاجية للمنتج الوطنى بما يوزاى المستورد ويتفوق عليه ونوه الى ان الصناعات الهندسية قادرة على تغطية 40 % من احتياجات مختلف الصناعات من الآلات والمعدات والصناعات المغذية والوسيطة.
دعم الصناعات الصغيرة وقال مصطفى عبيد عضو مجلس إدارة الغرفة ان هذا التجمع الصناعى من أجل تحريك عجلة الإنتاج وتشغيل العمالة للقضاء على البطالة، ومن منطلق دعم الصناعات الصغيرة التى تمثل أكثر من 70% من القوى الاقتصادية.
أوضح أن هناك دعما مقدم من هيئة المؤتمرات والمعارض يصل الى 80% للشركات العارضة وذلك تيسيرا على الصناع للانضمام الى منصة صناعية كبرى يشهدها العالم بعد ثورة 25 يناير
وأضاف ان المعرض يشمل معروضات منتجات كل من الأجهزة الكهربائية والمنزلية والمعدات والآلات الصناعية والسيارات ووحدات النقل والصناعات المغذية ومعدات وأدوات كهربائية وحاسبات الكترونية وأجهزة ومستلزمات طبية وأثاث معدنى وخدمات صناعية.
وأضاف عبيد ان المعرض سيشمل عقد عدد من الندوات منها ندوة للدكتور على الصعيدى وزير الصناعة الأسبق والدكتور مصطفى السعيد أستاذ العلوم الاقتصادية بالإضافة الى عدة ندوات فى مجالات التدريب الفنى ودعم الصناعات المغذية.