احتفل معرض القاهرة الدولي للكتاب بصدور الأعمال الكاملة للشاعر الراحل صلاح جاهين، وذلك باستضافة رفيقه في الدرب الشاعر محمد سيف في ندوة خصصت لذلك، وروى محمد سيف كيف التقى بجاهين والشاعر الراحل "فؤاد حداد" في أواخر الخمسينات، وتأثر جاهين بثقافة حداد الفرنسية وترجمته للعديد من أمهات الكتب الفرنسية وتحديداً الشاعر الفرنسي "جاك بيرفير" الذي كان يتغنى بقصائده على كورنيش النيل وإلى جواره الشاعر صلاح جاهين. أضاف أن جاهين ردد أشعار جاك بيرفير وراء فؤاد حداد وهو الذي فتح له طريق التحديث في الشعر ، فعلى الرغم من تأثر فؤاد حداد بجاك بيرفير إلا أنه أعتمد في شعره على الخطابية التقليدية كما هو متبع في الشعر العربي، بينما كتب جاهين أول قصيدة حديثة أرخت لشعر العامية المصرية الذي ليس وريث الزجل ولكنه تأثر بحركة الشعر الحديث مضيفاً إليه كافة أنواع الشعر الشعبي والفلكلوري .
وتابع أن هناك جانبا ثوريا في شخصية صلاح جاهين والذي يمثل أحلام وتطلعات ثورة يوليو 1952 وله قصيدة هامة بعنوان "الشوارع حواديت" عبر فيها عن أحلام الجماهير وتطلعاتهم في حياة كريمة ،كذلك هناك قصيدة بنفس المعني بعنوان "غنوه برمهات " ، وأشار الشاعر محمد سيف إلى أن صلاح جاهين وغيره من أبناء الطبقة الوسطي ناضلوا من أجل حريتنا فأبناء الطبقة الوسطي هم الذين يملكون الوعي الثقافي والحضاري لمصر ومؤمنين بالعدالة والحرية والقدرة علي التغيير فالذين لا يعرفون يتم تضليلهم .
وحول تجربة صلاح جاهين الفريدة في كتابة الرباعيات رأى الشاعر محمد سيف أن رباعيات صلاح جاهين كان يكتبها بشكل أسبوعي وبجانب كتابة قصائد شعرية وغنائية أخرى لذلك لا نستطيع أن نقول إن الرباعيات تعد نقلة إبداعية في مشواره الإبداعي ، ولكنها علي الرغم من ذلك هي اكتشاف لجانب فلسفي وأنساني في شخصية صلاح جاهين والتي يحلو لبعض النقاد أن أن يعرفوها بالشعر الصوفي.
وحول تأثر صلاح جاهين بسابقيه ، يقول سيف إن صلاح جاهين تأثر بالقدرة اللغوية عند كل من فؤاد حداد وبيرم التونسي ، وصدرت مجموعة الأعمال الشعرية والسردية الكاملة للشاعر الراحل صلاح جاهين ضمن إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب .