أنقرة - أ ش أ: أكد أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي أن الحراك الشعبي في سوريا لم يكن في الأساس طائفيا، بل هو مماثل لما حدث في شمال إفريقيا ولم تكن هناك أي إشارات طائفية في مطالب الشعب السوري، موضحا أن جميع مكونات الشعب من السنة والعلويين والمسيحيين والدروز والأكراد والتركمان والعرب جميعهم لديهم المطالب ذاتها. وقال أوغلو في سياق مقابلة أجراها مع قناة "العربية" الإخبارية بثتها صباح اليوم الجمعة، أن تركيا تؤكد ضرورة التوجه للأمم المتحدة في حال فشل مبادرةالجامعة العربية في سوريا.موضحا أن جميع أبناء الشعب السوري يطالبون بمزيد من الديمقراطية والحكومة الأكثر تمثيلا للشعب والمزيد من الحريات وهذه ليست مطالب طائفية . وشدد الوزير التركي على أن سبب المشكلة هو الحكم الفردي، ومشكلة بين نظام الحكم الفردي والشعب، وتركيا لا ترى في ما يحدث حربا طائفية ، ولا نرى أي سمات لانقسام طائفي، لكنه قد يحدث فهذا خطر محتمل.داعيا جميع الأطراف في سوريا والعراق أيضا من مختلف الأصول الطائفية لأن يعملوا مع بعضهم بعضا من أجل أوطانهم.
وحول مصير النظام السوري، قال أوغلوا إن ذلك عائد للشعب السوري، وإنه شخصيا لا يستطيع الجزم ما إذا كان مع النظام وقت أم لا، مشددا على ضرورة أن يعمل النظام من أجل إرضاء شعبه، وقال :إن تركيا لا تستطيع التحدث نيابة عن الشعب السوري، أما بالنسبة للنظام فعليه أن يقوم أولا بوقف سفك الدماء والتوقف عن مهاجمة المتظاهرين المدنيين، عندها سيقول الشعب السوري كلمته. وأشار إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتكاتف من أجل وقف أي معاناة إنسانية للمواطنين السوريين . وشدد أوغلو على أن بلاده تتحدث عن التحول السلمي والحماية الإنسانية وإيجاد الملاذات الآمنة، وإنه في حال وقوع كارثة إنسانية ومأساة بالتأكيد لا يمكن للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة أن تبقى صامتة حيال ذلك. ودافع الوزير عن استضافة بلاده لاجتماعات المعارضة السورية، وقال "إن تركيا دولة ديمقراطية وبالنسبة للمعارضة السلمية مثل المجلس الوطني السوري وليس هم فقط، بل أي طرف آخر بوسعهم تنظيم اجتماعات في تركيا ولا يوجد ما يدعو للحصول على ترخيص من أجل ذلك". وأوضح أنه عندما أعرب النظام السوري عن انزعاجه، أخبرناه أن مؤيدي النظام بوسعهم عقد اجتماعاتهم فى تركيا أيضا وهذا ما تم ، لذلك فإن بقاء المجلس الوطني السوري فى تركيا هو جزء من حرية التجمع وحرية الرأي، "ونحن لن نمنعهم".
أما بالنسبة لمن فروا من القمع في سوريا، وهذا رأي عبرت عنه في اجتماعات عديدةوأخيرا في اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي، ووجهت كلامي لوزير الخارجية السوري وقلت له أن أبوابنا وقلوبنا وبيوتنا مفتوحة لكل السوريين ممن يحتاجون الحماية. وحول العلاقة التركية مع العراق، نفي أوغلو وجود خلافات مع طوائف بعينها في العراق، وقال "إن تركيا جمعتها علاقات طيبة للغاية مع جميع الجماعات الشيعية في العراق، وكان لديها قنصل عام في كل من البصرة والموصل وأربيل وجميع المدن الرئيسية بمختلف الخلفيات الطائفية والدينية، وعلاقات ممتازة مع الحكومة العراقيةمبنية على لقاءات المجلس الاستشاري الأعلى". وعن الملف النووى الإيرانى، عارض وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو فكرة العقوبات الأحادية الجانب ضد إيران، مشيرا لوجود قرار من مجلس الأمن الدولي ملزم لجميع الأطراف في ما يتعلق بمسألة العقوبات. وبين أن بلاده تتشاور مع إيران حول العديد من الموضوعات بروح من الود والصداقة، خاصة وأن هناك العديد من التحديات والمشاكل التي تعيشهاالمنطقة، نافيا أن تكون تركيا تسعى لاستقطاب النفوذ بناء على الاختلافات الدينية أو العرقية أو الطائفية.